الأنيق الى أين.. أزمة مالية خانقة وتراجع بالنتائج
يعيش نادي الطلبة حاليا أوقاتا صعبة للغاية على مختلف المستويات، لا تليق بكونه أحد أكبر وأعرق أندية الدوري العراقي الممتاز.
ويحتل الطلبة حاليا المركز الـ17 من أصل 20 فريقا في جدول ترتيب الدوري العراقي، برصيد 24 نقطة من 25 مباراة، وهو ما يجعله مهددا بالهبوط.
وضع “الأنيق” لا يبشر بأي خير في المستقبل القريب، حيث يعاني الفريق من أزمة مالية طاحنة، وتراجع مخيف في النتائج،
ويبدو هبوطه إلى الدرجة الثانية أمرا غير مستبعد.
وحقق الطلبة 5 انتصارات فقط خلال 25 مباراة هذا الموسم في الدوري العراقي، فيما خسر 11 مرة وتعادل 9 مرات.
أزمة قديمة
أزمات الطلبة تعود لسنوات طويلة، لكنها وصلت ذروتها في الوقت الحالي، بعدما أصبحت خزانة النادي خاوية نتيجة لعدة تراكمات.
وقبل عدة سنوات، قررت وزارة التعليم العالي العراقية، الجهة المالكة للنادي، التدقيق في كافة الأمور المتعلقة بالنادي،
في ظل شكوك حول وجود فساد مالي من قبل القائمين عليه، بسبب شكاوى تقدم بها عدد من نجوم الفريق للوزارة.
تشكيك الوزارة لم يؤد إلى كثير من النتائج على أرض الواقع، واستمرت الممارسات الخاطئة والقرارات الإدارية العشوائية،
التي أدت بمرور الوقت للوصول إلى هذا الانهيار.
وكنتيجة طبيعية، رفضت وزارة التعليم العالي رفع المخصصات المقدرة للنادي، لما تراه من مخالفات مالية وإدارية،
لتتراكم مستحقات اللاعبين والمدربين على إدارة الطلبة، وكثرت الشكاوى المقدمة ضد النادي لدى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
وتلقي إدارة النادي باللوم على وزارة التعليم العالي، وترى أنها تتنصل من مسؤولياتها وتسببت في وضع “الأنيق” في موقف لا يحسد عليه.
وفي ظل الشقاق الواضح بين الإدارة والوزارة، تتمسك الإدارة بحقها في قيادة النادي، حتى في ظل رفضها من قبل الجماهير،
التي ترى أن الهيئة الإدارية تقود الطلبة إلى الهاوية.
أوضاع لا تصدق
وفي الآونة الأخيرة أكد عدد كبير من لاعبي ومدربي الطلبة أن الوضع المالي للنادي بات كارثيا، وأنهم لا يحصلون على مستحقاتهم،
حتى إن 3 من اللاعبين، هم محمد زامل وأمير صباح وصفاء جبار، طلبوا رسميا فسخ عقودهم بسبب تأخر رواتبهم لـ4 أشهر متتالية.
في فبراير/شباط الماضي، وبعد شهرين فقط من تعاقده مع الطلبة، خرج اليمني مفيد جمال لاعب “الأنيق”، بتصريحات قال فيها إنه لا يتمكن من شراء الطعام، وخلال هذين الشهرين لم يتمكن لاعب القاسم العراقي سابقا من تناول شيء آخر سوى”الفلافل”.
كذلك كشف حسن أحمد، مدرب الفريق، أن اللاعبين من خارج العاصمة بغداد، يواجهون صعوبات كبيرة بسبب نقص الموارد المالية وعدم قدرتهم على الحضور للتدريبات،
كما أشار إلى حاجته لضم لاعبين جدد في بعض المراكز، وأنه يفكر في الاستقالة إذا لم توفر الإدارة حلولا لتلك المشاكل.
يذكر أن ديون الطلبة العراقي تبلغ حاليا مليار و64 مليون دينار عراقي، وهو ما يعادل 685 ألف دولار أمريكي تقريبا.
بصيص أمل
وقبل أيام، أعلن الطلبة استقالة علاء كاظم، رئيس النادي، ونائبه محمد الهاشمي، وأحمد ماجد، الأمين المالي، بعد تصويت أغلبية الأعضاء.
في المقابل، أكد صلاح الفتلاوي، رئيس الهيئة المؤقتة لإدارة النادي، أنه عازم على انتشال “الأنيق” من الأوضاع الكارثية التي لا تليق بمكانته.
وأشار الفتلاوي إلى وضع خطة أولية لتصحيح مسار الفريق، من أجل دخول المناطق الدافئة والابتعاد عن مراكز الهبوط،
ثم التحضير لانتخابات نزيهة تضمن تشكيل هيئة إدارية قادرة على إعادة تألق الطلبة.
الأمر الأهم الذي أوضحه الرئيس المؤقت أن هناك تجاوب من نبيل كاظم، وزير التعليم العالي، لتدعيم النادي ماليا في الفترة المقبلة،
وعلى الأرجح فإن البقاء في الدوري الممتاز سيكون له دور في تحديد مقدار الدعم.