“الأنهيار التاريخي” الشركات تبيع بخسارة لتجنب تكاليف أكبر
انهارت أسعار النفط الخام تسليم مايو/ أيار، مساء الإثنين، بأكثر من 81% من قيمتها المسجلة في نهاية تعاملات الجمعة الماضية، إلى متوسط 3.4 دولارات للبرميل الواحد، مسجلة أكبر هبوط منذ أربعة عقود عاما.
يرى متتبعو أسواق النفط الخام، أن الهبوط في سعر الخام الأمريكي تسليم مايو المقبل، كان متوقعا لكن ليس لدرجة هبوطه دون 11 دولارا للبرميل، في سابقة لم تحصل في تاريخ الصناعة النفطية، بأن يخسر البرميل 81% من قيمته في غضون ساعات.
“أنهيار تاريخي ” في اسعار النفط الأمريكي
صراع في وول ستريت بين النفط المتراجع والدولار المتألق
يعتبر اليوم الإثنين، هو آخر أيام بيع عقود النفط الآجلة للتسليم في مايو المقبل، لذا يعمل المنتجون والشركات النفطية في الولايات المتحدة، بيع النفط بأقل سعر ممكن، وفق نظرية العرض والطلب، للتخلص من الكميات المتراكمة لديها.
من هنا، ترى شركات الطاقة في الولايات المتحدة أن بيع النفط بسعر التكلفة، وأحيانا بخسارة (أي البيع دون سعر التكلفة)، أقل ضررا عليها من الاحتفاظ به، للتسليم في يونيو/ حزيران 2020.
تكاليف تخزين
ويعود ذلك، إلى أن الاحتفاظ بالنفط الخام تتبعه تكاليف تخزين، وتكاليف تأمين، وتكاليف نقل، وهذا في حالة تمكنت هذه الشركات من إيجاد آبار أو مخازن لحفظ الخام، في فترة تسجل فيها المخزونات مستويات غير مسبوقة، بسبب تأثير الطلب سلبا.
وتعيش أسواق النفط العالمية اليوم، تراجعا حادا في الطلب على النفط الخام، مدفوعة بإجراءات اتخذتها غالبية الاقتصادات العالمية للوقاية من تفشي فيروس كورونا، شملت تعطيل الاقتصادات بنسب متفاوتة حتى 80%.
وأدت تلك الإجراءات، إلى تراجع الطلب العالمي على النفط الخام بأكثر من 29 مليون برميل يوميا، خلال أبريل/ نيسان الجاري، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية، ما يعني أن النفط سيقى في الآبار بينما ستحني عشرات المنصات أعمدتها، في مؤشر على وقف الضخ من الحقول.
لكن في المقابل، تسجل أسعار النفط الخام الأمريكي تسليم يونيو/ حزيران 22 دولارا للبرميل في الوقت الحالي، بتراجع يبلغ 12.9% مقارنة مع إغلاق جلسة الجمعة الماضية.
أسعار المستقبل
وتشير التوقعات إلى تراجع أسعار النفط تسليم يونيو/ حزيران المقبل دون 20 دولارا للبرميل خلال وقت لاحق من اليوم الإثنين، وقد يهبط أكثر إلى متوسط 17 دولارا خلال وقت لاحق، الثلاثاء، بحسب تنبؤات محللي أسواق الخام.
والولايات المتحدة هي أكبر منتج للنفط الخام في العالم بمتوسط إنتاج يومي يبلغ 13 مليون برميل يوميا، وهي كذلك أكبر مستهلك له، بمتوسط يومي 15 مليونا، مقارنة مع 19 مليونا قبل تفشي فيروس كورونا.