الأمان في أجهزة أبل.. أسطورة حطمتها 400 هجمة
في عام 2019 ارتفعت التهديدات التي تستهدف أجهزة ماك بمقدار 400 هجمة، وهو ما يعيد طرح السؤال، عن مستوى الأمان الذي تتمتع به منتجات أبل، وعدم تعرضها لهجمات قرصنة مقارنة بأجهزة مايكروسوفت ويندوز. التقرير السنوي لشركة Malwarebytes الأمريكية المتخصصة في مكافحة الفيروسات، الذي أشار إلى ارتفاع كبير في الهجمات التي تتعرض لها أجهزة ماك نسف الفكرة السائدة بأن منتجات أبل في مأمن من الفيروسات وهجمات القراصنة بفضل أنظمة تشغيلها المتطورة.الأمان الفائقالواقع الجديد يؤكد أن أسطورة أجهزة ماك وآيفون أصبحت على المحك، في ظل الزيادة الكبيرة في أعداد الرسائل الإلكترونية المزيفة، والتي تتضمن برامج ضارة وأكوادا خبيثة، وهو ما يحطم فكرة الأمان الفائق، ويجعلها عرضة للاختراق بواسطة الفيروسات والديدان وبرامج التروجان، مثل أجهزة مايكروسوفت ويندوز.مقارنة بسيطة بين أنظمة الأمان في أبل ومايكروسوفت ويندوز، نجد أن نظامي تشغيل أبل “ماك أو إس” و”آي أو إس” تعتمد على مبدأ بسيط للغاية يتمثل في وجود نظام مغلق تقوم الشركة الأمريكية بتحديد نوعية البرامج والهاردوير المستخدمة، بينما يعتمد نظام مايكروسوفت ويندوز ونظام جوجل أندرويد على نهج مفتوح؛ حيث يمكن لأي شخص تهيئة هذه الأنظمة بنفسه أو تطوير البرامج الخاصة بها ونشرها.مايكروسوفت حرية ومخاطرنظرة فاحصة للنظامين تثبت أن نظام أمان أبل يشيد الأسوار العالية لحماية المستخدم ونظام التشغيل الخاص بها، وهو ما يعطي المستخدم خصوصية وأمان أكثر، لكنه في الوقت نفسه يحد من حرية المستخدم وقدرته على إعادة تهيئة النظام، على العكس من مايكروسوفت ويندوز، الذي يعطي المستخدم مزيدا من الحرية في التعامل مع أنظمة التشغيل، وأيضا المزيد من المخاطر، التي تتعرض لها، حيث يقوم نظام ويندوز بالإبقاء على البوابات مفتوحة بعض الشيء، وهو ما يسمح للتهديدات بالدخول إلى بنية نظام التشغيل.فجوة 2017ولكن مع هذه التشديدات من أبل، فقد تظهر فجوات تسمح بتسريب الفيروسات والبرمجيات الخبيثة، على غرار ما حدث في عام 2017 عندما تم اكتشاف ثغرة أمنية خطيرة في نظام التشغيل ماك أو إس “High Sierra”، والتي أتاحت لأي شخص إمكانية الوصول إلى حقوق مدير النظام، حتى بدون معرفة البرمجة أو استعمال أي برامج خاصة.ولفترة طويلة، ظل مستخدمو أجهزة ماك يعولون على أن القراصنة يهتمون بحواسيب ويندوز أكثر من أجهزة الماك، لكن هذه النظرة تغيرت، وفقا لـ”كاي شفيركه”، من مجلة “ماك آند آي” الألمانية المتخصصة، قائلا: “دائما ما كانت أجهزة الماك عرضة لهجمات القرصنة الإلكترونية، إلا أن حواسيب ويندوز كانت بمثابة الهدف الأكبر والأسهل”. زيادة الهجماتويرجع الجميع السبب في كثرة الهجمات التي تتعرض لها أجهزة مايكروسوفت ويندوز هو انتشارها الواسع، وهو ما يعني ارتفاع أعداد الضحايا المحتملين لهجمات القرصنة الإلكترونية.لكن السنوات الأخيرة شهدت انتشارا أكبر لأجهزة ماك، وهو ما دفع القراصنة إلى الاهتمام بشكل أكبر بالهجمات على هذه الأجهزة أيضا. وأضاف كاي شفيركه قائلا: “نلاحظ تزايد الهجمات، التي تستهدف أجهزة الماك خصيصا في الآونة الأخيرة”.ثقة عمياءووفقا لخبراء الأمان فإن أنظمة الأمان المتكاملة بنظام “ماك أو إس” لا تعمل بصورة جيدة مع برامج الإعلانات، والتي لا يقتصر عملها على عرض الإعلانات فقط، بل قد تقوم في أغلب الأحيان بنقل بيانات المستخدم دون أن يلاحظ ذلك، فضلا عن أنها قد تكون بوابة لهجمات القرصنة الإلكترونية.بالإضافة إلى أنه لا يجوز للمستخدم أن يثق ثقة عمياء في نظام تشغيل الأجهزة الجوالة “آي أو إس”، وأشار كاي شفيركه إلى أن التطبيقات المتوفرة في متجر التطبيقات، والتي تقوم الشركة الأمريكية بفحصها، قد تشتمل على فيروسات وأكواد خبيثة.وأضاف الخبير الألماني قائلا: “مع وجود ملايين من أسطر التعليمات، التي يجب فحصها بواسطة شركة أبل في متجر التطبيقات، فإنه من غير المستبعد وجود أكواد ضارة لا تتم ملاحظتها أثناء عملية الفحص”.وينصح كاي شفيركه المستخدم بضرورة أن يولي اهتماما كبيرا لأذونات التطبيق، فمثلا لا يحتاج تطبيق وصفات الطهي بأي حال من الأحوال الوصول إلى دليل العناوين أو الميكروفون.التعامل بإهمالومع ذلك يظل الخطر الأكبر هو أسطورة شركة أبل نفسها؛ حيث دائما ما يعتقد المستخدم بأن أنظمة تشغيل الشركة الأمريكية غير معرضة للتهديد بسبب الفيروسات والأكواد الخبيثة، وبالتالي فإنه يتعامل معها بإهمال. وحذر ديفيد بوته، من معهد أمان الإنترنت قائلا: “على غرار الشركات الأخرى فإن الأشخاص هم أكبر ثغرة أمنية في شركة أبل”.رسائل التصيدوتشكل رسائل تصيد البيانات خطورة كبيرة على مستخدمي أجهزة أبل على وجه الخصوص، وقد حذر المكتب الاتحادي لأمان تكنولوجيا المعلومات خلال شهر فبراير/شباط 2019 من وجود رسالة تزعم بأنها من قسم الدعم الفني بشركة أبل، وقد تتضمن هذه الرسالة رابط يؤدي إلى تروجان للابتزاز وطلب الفدية.ولذلك ينصح ديفيد بوته أصحاب أجهزة أبل بتوخي الحرص والحذر؛ حيث يجب النظر بعين الشك والريبة إلى رسائل البريد الإلكتروني، التي تطلب من المستخدم القيام بخطوات معينة، بالإضافة إلى عدم النقر على أي روابط في الرسائل الإلكترونية مجهولة المصدر، مع عدم تنزيل أي مرفقات من الرسائل الإلكترونية المشبوهة.