الأفذاذ!!
بقلم: د. صادق السامرائي
الفذّ: المتفرد في مكانته وكفايته.الأفذاذ في مجتمعاتنا يتكاثرون ويساهمون في صناعة الحاضر المشرق رغم الموانع والروادع , والمصدات والقِوى الساعية لإخراجهم من المجتمع بتهجيرهم أو مطاردتهم وإعتقالهم لأسباب واهية.الأفذاذ يتوافدون على نهر الحياة كالأمواج العزومة الناهضة من أعماق الكينونة البقائية , المُتحدية للمحبّطات والمنغصات السائد في المجتمع.ويقف المتاجرون بدين بقوة بوجههم , ويعملون على إنكارهم وإلغاء وجودهم ودورهم الحضاري , وتعطيل إرادتهم وتدمير رسالتهم الصيروراتية الفاعلة فيهم , وذلك بإشغالهم بهموم تقيّدهم وتطغى على وعيهم وتستهدف خيالهم.وهذا ليس بجديد , فأفذاذ الأمم يواجَهون بقِوى تشعر بالخوف منهم , لأن قيمتها ودورها سيتزعزع بوجودهم , مما يؤدي إلى محاربتهم وإذاقتهم الويلات تلو الويلات.لكن البشرية إنتصرت بأفذاذها على معوّقات تطوّرها وتقدمها وتجددها , وبرغم التضحيات الجسام , إلا أنها تواصلت متميزة بعطاءات أصيلة وإبداعات متنوعة أخذت بناصية الحياة إلى مدارات أرقى وأرقى.وهذا يعني أن الأفذاذ ينتصرون بالتواصل والإصرار والمطاولة , وعدم الإستسلام والخضوع للقِوى المضادة لتطلعاتهم ومناهجهم الإبداعية التي تريدها الحياة.وبأن الأمم بأفذاذها لا بعمائمها وكراسيها وأحزابها , والمروجين لبضائع السوء والبغضاء والكراهيات المقيتة النكراء.ووفقا لما تقدم علينا أن نتمسك بأفذاذنا ونؤازرهم ونستوعب دورهم وقيمتهم , ونوفر لهم الفرص الكفيلة بإطلاق ما فيهم من القدرات المنيرة الضرورية للحياة القوية السامقة.فتحية لأفذاذ الأمة المبدعين والعلماء , وتبت يدا القوى الغاشمة التي تريد بهم السوء والضراء!!