اغلقت بابها في وجه سنة جديدة
اغلقت بابها في وجه سنة جديدة – نوزاد حسن
سألت المراة التي دخلت في الستين من عمرها اين احتفلت براس السنة الجديدة؟اجابتني لقد نمت منذ الساعة السابعة.قلت لها:حسنا فعلت.وفي الحقيقة لم اكن اواسيها لكني كنت اقول لها ما افكر فيه عند نهاية كل عام يمر.واهم ما يشغل تفكيري هو:فقدان زمن لا اعرف كيف اعوض ما فاتني عمله فيه. بدون شك لم تكن تكن اجابة عجوز الستين تحمل شيئا غريبا كما قد يظن البعض.كانت اجابتها صادقة ومنطقية وعادية الى ابعد الحدود,لأقل كانت اجابتها طبقية ورافضة للواقع الذي تعيشه.فهذه المرأة تعمل في تنظيف المنازل,ولا تملك تقاعدا,وتعول احفاد ابنها الوحيد الذي يعمل في اعمال حرة مختلفة. يوميا تبدأ هذه المراة من جديد.تنتقل من بيت لاخر,تركض في عملها,وهي نحيفة جدا الى درجة ان هبة ريح قوية قد تقذفها بضعة امتار كما قالت في احدى المرات بعد ان كادت عاصفة ريح قوية تسقطها ارضا. تحرق هذه السيدة العجوز كل ما تتناوله من طعام في وقت قصير تحلم ان تحققه فتاة تحافظ على رشاقتها,وتشكو من قسوة الحمية التي تقوم بها.اظن ان افضل نصيحة تقدمها هذه السيدة العجوز لجميع الباحثين عن الرشاقة هي ان يطبقوا نظام الريجيم الذي تتبعه.وجبات تأكلها على عجل ثم تعمل باقصى طاقة,وتحمل مزاج افراد العائلة التي تعمل عندهم.وبكل تأكيد فلا احد سيقوم بهذا العمل ولو صار في رشاقة غزال. رفضت سيدة الستين ان تحتفل.لقد اوصدت باب بيتها البسيط,وغفت سريعا تاركة المحتفلين والالعاب النارية تنفجر لثوان في السماء.لم يكن لديها ذرة فضول لمتابعة ما يفعله سعداء هذا العالم.فحزب التعساء لا شأن لهم بكل ما يجري من حولهم.انهم يكتفون بجزء صغير يخفون اجسادهم فيه رافضين فرح العالم وصخبه. بداية عام جديد يعني بقاء الحال على ما هو عليه.دورة قاسية من العمل في خدمة امزجة مختلفة دون ان تبدي اعتراضا يذكر.هذا يعني ان العام الجديد لا يعني شيئا على الاطلاق بالنسبة للكثيرين ممن يغلقون ابواب بيوتهم بوجه العام الجديد.