اعتراضا على عنصرية إيران.. نجل أكاديمي أفغاني يشعل النار بجسده
حاول نجل أكاديمي أفغاني الانتحار بإشعال النيران في جسده بمدينة مشهد الإيرانية، احتجاجا على تعنت السلطات في طهران تجاه والده ضمن مسلسل العنصرية تجاه المهاجرين في تلك البلد الذي يتهم دوما بانتهاك حقوق الإنسان.
وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في نسختها الفارسية، الخميس، إلى أن شهاب مايل هروي، نجل نجيب مايل هروي أستاذ اللغة الفارسية والمهاجر الأفغاني المقيم في إيران، أضرم النار في جسده احتجاجا على عنصرية السلطات الإيرانية ضد والده.
وأوردت “بي بي سي” نقلا عن شهاب مايل الذي يخضع للعلاج بعدما طالت الحروق جسده بنسبة 58 %، أن الحكومة الإيرانية رفضت منح والده الإقامة الدائمة رغم عمله بالبلاد منذ نحو نصف قرن.
وأوضح مايل الابن أنه حاول الانتحار حرقا أمام المقر الدبلوماسي الإيراني في مشهد اعتراضا على نكث طهران وعودها مثل المسكن أيضا لوالده المقيم لديها كمهاجر لسنوات طويلة.
ويعالج نجل الأكاديمي الأفغاني بالمستشفى في مشهد منذ نحو شهر، وكان فاقدا للوعي لمدة أسبوع بعد أن أحرقت النيران مناطق متفرقة من جسده.
وذكر نجل هروي أن الاستخبارات الإيرانية وجهت له تهديدات غير مباشرة تضمنت تحذيره من التحدث إلى وسائل الإعلام، واتهمته بمحاولة إثارة التوتر بين كابول وطهران.
وأضاف أن إيران منحت والده وثيقة إقامة لمدة 10 سنوات، مماثلة لتلك التي أُصدرتها طهران لعائلات عناصر فصائل فاطميون وزينبيون، اللتين يشكل قوامهما مرتزقة أجانب.
واستطرد أن هذه الوثيقة لاتصلح كتأشيرة إقامة حيث كانت عائلة الأكاديمي الأفغاني تنوي استخدامها بغرض السفر إلى ألمانيا للحصول على علاج، لكن سفارة برلين رفضت قبول الوثيقة.
ولفت مايل هروي إلى أن والده الخبير في المخطوطات يعاني ظروفا مالية صعبة في إيران ويعيش داخل مسكن مستأجر.
وأكد أن السبب الرئيسي وراء محاولة انتحاره كان لفت انتباه وسائل الإعلام والمجتمع الدولي إلى الظلم الذي تعرض له والده لعقود، والتمييز الذي يواجهه الأفغان في إيران.
واعتبر مايل هروي أن والده مثال واضح على كيفية تمييز الحكومة الإيرانية ضد الرعايا الأفغان.
وعلى الرغم من وجود العديد من الفرص التي أتيحت للأكاديمي الأفغاني للسفر إلى بلدان مختلفة، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا، فقد ظل نجيب مايل هروي داخل إيران بسبب اهتمامه بالتصوف واللغة الفارسية.
يذكر أن هروي هاجر للعيش في إيران منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث درس في جامعة فردوسي بمدينة مشهد، وعمل لسنوات عديدة في مكتبة العتبة الرضوية وله العديد من المؤلفات.
واحتج مئات الأفغان قبل أيام في عدد من المدن الأوروبية والأمريكية ضد عنف السلطات الإيرانية تجاه المهاجرين بعد مقتل العشرات منهم في واقعتين منفصلتين مؤخرا.
وكانت الشعارات الرئيسية التي رفعها المتظاهرون “توقفوا عن قتل الأفغان، حياة الأفغان مهمة، نريد العدالة”، وهي مشابهة لما يستخدمه المحتجون على العنصرية ضد أصحاب البشرة السمراء بعد مقتل الأمريكي جورج فلويد على يد شرطي أبيض بالولايات المتحدة.
وتسبب عنف وسوء معاملة عناصر حرس الحدود الإيراني للمهاجرين الأفغان خلال الآونة الأخيرة في إثارة ردود فعل غاضبة، وتوترات دبلوماسية بين البلدين المتجاورين حدوديا.
الأولى نيوز – متابعة