اعاجيب!
رائد عمر
إذ لم تعد ” عجائب الدنيا السبعة ” سوى آثاراً او يشكل بعضها شبه اطلالٍ تأريخية , وخصوصاً انها لا تثير اهتمامات الأجيال الجديدة , وسْطَ وعبرَ غزو الفضاء منذ اكثر من نصفِ قرنٍ , وبخصوصيةٍ اكثر عبرَ ولوج الشبكة العنكبوتية الى مسامات المجتمعات البشرية , والتي غدت كأنها الغذاء والعلاج الروحي الذي تسبّب بحالة الإدمان المزمن الذي لا علاج له ! والذي ايضاً قد لا يستخدمه ايّ إمرءٍ او مرأةٍ او آنسة اذا ما جرى ايجاده .!لكنّه من الزاوية البراغماتية ورفيقتها الحسّاسة , وبأخذٍ بنظر الإعتبار لإنسحاب او استقالة ال < Exclamation Marks – علامات التعجّب > اللغوية أمام مضمون العنوان المعنون اعلاه بِ ” اعاجيب ” .!,فحقّاً ومئةَ حقٍ وحقٍ بما وممّا يفوق العجبَ العجاب , في ايّةِ اعجوبةٍ عجيبةٍ فعلاً , هو أن لا يجري او لا تجري المساءلة القانونية ولا المحاسبة الحكومية الصارمة بحقّ اعدادٍ لا تُحصى ولا تُعد من الجمهور الذين لا يكترثون ويتجاهلون ارتداء الكمّامات .! ” ونضطرّ اضطراراً هنا لعدم الإشارة الى القفازات ! ”ومن خلال المتابعة والرصد الميداني الطويل , والطويل الأمد , فأكتشفنا أنّ ليسَ كلّ المخالفين لهذه السُنّة ! او المتطلبات الصحية بضروراتها القصوى هم من رعاع المجتمع او من الأميين والجهلة ومرادفاتهم , لكنما لوحظ أن من بين اولئك غير الملتزمين , خريّجوا جامعاتٍ وجوامع , ومتعلّمين ومعلّمين والى ما في ذلك من مشتقّات .! , بل لوحظ العكس ايضاً , حيث من بسطاء الناس هم الأكثر والأشد التزاماً بالكمامات والقفازات وسبل الوقاية الأخريات .!الى ذلك , فبرغم عدم اكتراث حكومة احزاب الإسلام السياسي لمعضلة الكوفيد التي جعلت العراق في المرتبة الأولى عالمياً ” ودونما منافس ” في نسبة الإصابات والوفيات , وهذا ممّا لا يدخل في فلسفة ” العجب العجاب ” اطلاقاً,لكنّ المعضلة السوسيولوجية الكبرى , فمع تواجد وانتشار اولئك غير الملتزمين في المولات و ” الكوفي شوبات ” وفي عموم ” السوبر ماركتات ” والأمكنة العامة , فلا أحد بمقدوره معاتبة او مساءلة أيٍ من هؤلاء الذين من دونِ كمّامة , حيثُ أقلّ ردٍ جاهزٍ مسبقاً سيواجهه منهم او من امثالهم , فسيتجسّد بالقول < هل انّك مسؤولٌ عنّي ! وبأيّة صفةٍ تسألني ! > ..!كيفَ لنا أن نمسى ونضحى عواملاً مساعدة ” بحيويةٍ وفعالية ” لنشر وإعادة انتشار كورونا .! , وفلسفيّاً : هل انّنا نحفر قبورنا مسبقاً ” قبل موعد الدخولِ والدفن ” جرّاء وأزاء هؤلاء الأغبياء الذين لم يسبقهم ايّ غباء في عالم الغباء , عِبرَ التأريخ .!