استوقفني كلام
زينة الساعدي
ذات مرة وقفت على كلام لمعاون مدير مديرية التربية الرصافة الثالثة المستشار القانوني المساعد الأستاذ رحيم عبد الواحد العيبي وهو يقول في حق قسم من اقسام ادارتنا “علينا أن لانصدق الكلمات اللطيفه بل نأخذ الحقيقة من أفواه المواقف حيث أن العمل في هذا القسم (؟) يشهد فوضى عارمة واضطراب من طراز خاص، وان السفن لاتغرق بسبب المياه المحيطة بها ولكن تغرق بسبب المياه التي تتسرب إليها” وقفت هنا اتامل الكلمات العفوية التي خرجت من مسؤولنا كانت عاديه لكن بمئة معنى.. نعم نحن الذي نصنع للفساد باب إذا كان فيه مجال لذالك ونحن الذي نقفل عليه إذا كان أصلا قائماً، لايمكن اصلاح الباب الفاسد ولكن يمكن قلعه . ثم أكمل المعاون في المديرية بحديثه قائلاً “ولابد من الحفاظ على ديمومة عمل القسم المهم حتى لايغرق بشكل تام وأن العثور على الحقيقة ليس صعباً إلا الهروب منها ونحن لا تسمح لنا أمانة الوظيفة والواجب أن نتغاضى عما هو غير صائب وغير صحيح من جانب وسمعة وهيبة المديرية من جانب آخر وان الحقيقة هي أزلية وان الإهمال والأخطاء زائل” كان يتحدث بعفوية وعن ظهر غيب ، هنا بدأ عقلي يترجم ما سمعته ، فنحن من نصنع اسباب الفساد لا الظرف ونحن من نعطي مقومات الظلم والجور من دون الرجوع الى قول أن فلان ولد ظالم ، سبحانه وتعالى لم يخلق لنا ظالم وانما خلقنا سواسيه هي الأخلاق التي افترقت في هذا الموضوع فلاتترك اسباب الفساد المهني والفشل الأخلاقي لسبب فطري بل هو من صنيعة الإنسان، بيدنا نصنع النجاح ومقوماته وبيدنا نصنع الظلام ونترك النور، كثيراً مانسمع الناس تقول أن الحكومات سبب مايجري للشعوب من الظلم والاستبداد والأصح أن الشعوب هي من مقومات الفساد والظلم للحكومات ، نحن من نعطي اسباب الظلم والاضطهاد للحكومات في أي مجال من مجالات الحياة فمساعدتنا بعدم احترام القانون وسكوتنا عن أنواع المظالم يعني مشاركة الحكومات بالذنب قوله تعالى: ﴿مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ﴾(17). لم يقل في هذه السورة حكوماتها أو سلاطينها لكن أكد على اقوامها إذن موقعنا الأعرابي هنا شريك غير دور المظلوم كل هذا ترجمه عقلي من بساطة حديث المعاون وعفويته .