مقالات

ابيض اسود بلاغة الدروس: جاهلية تجدد؟؟

مازن صاحب

هناك مسرحية بعنوان” انتهى الدرس يا غبي !!” فكرة المسرحية عدم فهم نص الدرس على الرغم من تكرار الوقائع التي يمر بها التلميذ ، مقاربة ذلك سياسيا، تجعل من الممكن القول انه في إعادة انتاج الأنظمة بعد مخاض التحول من حالة حكم شمولي الى نظام ليبرالي ديمقراطي ، لابد من استكشاف المشتركات وتعظيمها مقابل تقليص الاختلافات والحد منها ، بعد تجربة 18 عاما في حكم العراق والتداول السلمي للسلطة على الرغم من كل الإشكاليات التي تثار على طبيعة النظام السياسي وما فيه من عيوب التأسيس الا ان بلاغة الدروس قد فهمت في اكثر من زاوية تتمحور حول الهوية المؤسساتية للدولة ، هل عراق اليوم دولة إسلامية ضمن محور المقاومة ؟؟ ام دولة ليبرالية ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد؟؟ ام ما بين هذا وذاك؟؟ هنا يحصل التضارب الكبير في عدم فهم تلاميذ السياسة الذين جاءوا بالقطار الأمريكي وهو يحتل ” الوطن” فيما جاء غيرهم بالقطار ذاته لأدارته بالوكالة او العمل ضمن السياق العام للمصالح الامريكية في الشرق الأوسط؟؟اما من يهدد ويتوعد ويخشى كلمة الحقيقة التي تكشف زيف القدسية عن امراء الطوائف السياسية بغالبهم الاعم ، فالحياة انما هبة من الله سبحانه وتعالى وكلمة حق في ما يفعلونه من تطبيقات الجاهلية قبل الإسلام ، نقف يومها امام رب العزة اسال المحرض والقاتل بعد فشلت إرادة القانون عن فعل ذلك والله يمهل ولا يهمل ، سبب ذلك انه في مقال الأسبوع الماضي، حاولت التوضيح ان فكرة إدارة الدولة بتطبيقات متناقضة متعددة الأطراف يمكن ان تنتهي الى محو العراق كليا وهذا الهدف موضوع في كتاب يحمل ذات العنوان وطالبت بتطبيق الدستور والقانون على الجميع ، فاذا احدهم يبري لمقارنة الدعوة للانضباط العسكري على الجميع بمقارنة ذلك ما بين من خلع ملابس العسكرية وهرب امام عصابات داعش وبين من قدم دمه دفاعا عن العراق !!نعم مثل هذه المقارنة تصلح ان تكون تغريده ضمن سياقات الجحوش الالكترونية الساعية لرمي الحطب على نيران الاختلافات البينية في العملية السياسية ومنها حادثة التعارض بين” اخوة الدم” داخل المنطقة الدولية الخضراء ، لكن رمي مثل هذا الحطب انما يعني المزيد من سفك دماء أولادنا ليس للقتال ضد مجرمي داعش وارهابهم بل بالتضاد السياسي ومناصرة هذا الطرف على حساب الاخر في مزاد انتخابي قبيح مصبوغ بدمائنا وليس بدماء قادة الأحزاب السياسية التي تضع الحطب على نيران هذه الاختلافات من اجل تعميق التخندق الطائفي لصالح أي منها من دون أي اعتبار او فهم لبلاغة الدروس بان ما تفعله انما مشاركة اما عن سبق إصرار وترصد لمحو العراق ضمن المشروع الصهيوني او انهم لا يعلمون ومن لا يعلم ويعلم انه لا يعلم ذلك جاهل علموه !! لكن من يعلم انه يعلم ولكنه يشارك في تطبيقات المشروع الصهيوني لمحو العراق بعناوين براقة ما بين التقديس والتدنيس حتى بات قادة فصائل وامراء طوائف سياسية لهم من القدسية ربما تنافس على ارض الواقع … حتى قدسية أئمة معصومين!!!مثل هذه الجاهلية التي ربما تزيد على اهلية العرب ما قبل الإسلام، مشهودة اليوم في اغلب مواقع التواصل الاجتماعي، بل زاد على ذلك ايضا من يضع الحطب على نيران الجهل من خلال الفبركة العميقة، فينشر مثل النار في هشيم عدم الثقة، على سبيل المثال تسجيلا صوتيا ينسب لاحد قيادات الحشد الشعبي، فيما واقع الحال بعد السؤال والتدقيق من أطراف ذات صلة، يظهر بانه مزيف ومفبرك!!السؤال: لماذا لم يتم نفي مثل هذا التزييف ومراقبة الفبركة العميقة، واحالتها الى قضاء النشر وتكليف جهات مسؤولة إداريا وقانونيا عن ذلك، فالصمت في غضب الازمات افضل من أي كلام، وهذا ما كان يتوجب على السيد وزير الدفاع ان يفهمه اذا فعلا صح ما نشر من تسجيل صوتي منسوب اليه !!هل نعيش مهزلة “انتهى الدرس يا غبي” سياسيا وامنيا في عراق اليوم ام المطلوب ان تكون المشاركة في التحليلات على مدار النشرات الإخبارية عقلانية حتى لمن يعش لحظة الولاء لعقيدة دينية او سياسية، عليه التفكير بالكلمة ألف مرة، ونتائجها ليس على وفق اجندته العقائدية بل على وفق مصلحة المجموع العام لعراق واحد وطن الجميع، هذه الحقيقة المغيبة التي تماثل التطبيق الفعلي لمشروع محو العراق … ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى