إنهيار التعليم إنهيار للثقافة
إنهيار التعليم إنهيار للثقافة – انوار عبد الكاظم الربيعي
تراجع ترتيب العراق في مؤشر منظمة الشفافية الدولية نتيجة طبيعية لحالة الدمار العامة في ادارة البلد عامة والتعليم خاصة..كل ما يلتصق بذاكرتنا الجمعية عن المدرسة مناسبتان لا ثالث لهما: الأولى بداية العام الدراسي والاستعدادات الناقصة له وبدء ازدحام الشوارع بجرعة سيارات زائدةبسبب الخطوط ووقت الدوام المحدد ، والثانية في إعلان النتائج النهائية للعام الدراسي حيث تستعرض السوشل ميديا نتائج الطلاب ونسب نجاحهم… وتدني المستوى التعليمي ونبقى انا وغيري ننتقد ونوجة ولا حياة.. وهكذا تنتهي قصة التعليم كل عام.السؤال هنا: ماذا تعني المدرسة في بلدنا؟ هل هي شيء أو ذكرى حزينة عند الطلبة اليوم بسبب تصحرها من الأنشطة الإنسانية الفنية والذوقية والإبداعية؟وعدم وفرة الخدمات وحتى شربة ماء لا توجدوهل أصبحت فكرة لتكبيل الطلبة ساعات من اليوم لتلقينهم معلومات من مناهج فيها اخطاء وعدم تراتبية منظمة للمنهج ؟هذا اذا تم الدوام الحضوري اما الكتروني فلا استطيع ان اعد واحصي لكم مساوءه في وضع البلد العام….. لكن نقول انه وضع عالمي ونستميح لكم العذر يا مخربي التربية وهناك امور متعدده وسياقات نسقية تعيد ترميمه الا ان…….في خضم الثلاث سنوات الاخيرة انتشر التعليم الاهلي الذي يستنزف ولي الامر والاخير مضطر ان يرسل ابنه بمبالغ باهضة كون البنايات الحكومية متهالكة والزخم الهائل في الصف الواحد وعدم وجود الكتب المدرسية والقرطاسية ناهيك عن علو سقف التعليم الخصوصي وكل طلبة السادس العلمي بشكل خاص والمراحل الاخرى عامة على علم بهذا الامر..سبب هلاك التعليم العسكرة لا ننس ان عسكرة المجتمع هي من انهت البنى التحتية للتعليم كون ميزانية البلد تتجهة لشراء الاسلحة والخ من قضايا الحرب الا ان العملية التربوية لم تسقط و التعليم اليوم بدأ يحتضر والاسباب عدة اولها واهمها الفساد المالي والاداري وتولي اناس غير مؤهلين لقيادة العملية بين قوسين محاصصة…والشكاوي كثيرة ومنها. …… ضعف معدلات القراءة، وضعف في الإبداع، وعدم قدرة على الكتابة بشكل صحيح، واختفاء النشاطات الفنية، وأمور أخرى كثيرة.. النجاح بشكل عام يهدأ ليس للكل بل الاغلب سنوات عبور….. هذا التخبط العقيم بالاضافة الى العشر درجات قرارات غير مدروسة…تساوي المستويات وتقتل روح المنافسة لدى الاذكياء فقط يسرق مقعد طبيب لاعتبارات الدرجات المضافة لطالب هو ليس مؤهل وكيف يتخرج طبيبا لا اعلم. اما…. دروس الفنية والرياضة….. لا توجد كممارسة فعلية فقط على الجدول….المسرح المدرسي مفقود والرسم والموسيقى مفقود والرياضية انتهت تماماً من برامج المدارس وبتعمد، المطالعة الخارجية لا تدرس بسبب ان المكتبة المدرسية مفقودة والكل يعلم يرتبط درس الادب والنصوص ارتباط وثيقا بها وهذا ما يساهم بشكل رئيس في إضعاف المشهد الثقافي العراقي على عكس ما كان يحدث سابقاً، ان حلول القوى الغير مؤهله وسيطرتها– برضا السلطة- على مفاصل التعليم أدى إلى تصحر العملية التعليميةو هذه الأنشطة المهمة جداً للروح والعقل، وخصوصاً في سنوات الصبا والشباب المبكر، فالمعروف والموثق تاريخياً اهتمام راسم السياسة التعليمية في تلك الحقب التاريخية بالمسرح والرياضة والفنون والأشغال اليدوية والدروس العلمية رديفين اساسين ،لبناء التلميذالمدرسة رافد للمجتمع من الطاقات البشرية في العلم والثقافة والرياضة والفنون، لكن الوضع الراهن بات عكس ذلك، بل يتسبب في إنتاج جهلة في القراءة والكتابة والثقافة العامة بالأنشطة المدرسية التي من المفترض أن تكون الحاضن لجهود ومهام تلك المؤسسات الثقافية، وهذا أسس لوضع ثقافي مؤسف لايزال مُتسيَّداً وضاراً بمصلحة المجتمع، وساهم في تغيير هويتة المتسامحة والمحبة للفن والثقافة. اصبح المتعلم حاصل على شهادة جامعية فقط.