يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يعتبر أن معدلات الفائدة “أم كل الشرور”، إلى إحكام سيطرته على السياسة النقدية في بلاده.
فقد تلقت الليرة التركية ضربة جديدة الثلاثاء، دفعتها إلى الهبوط أكثر وأكثر محطمة الأرقام القياسية السابقة في انهيار العملة، حيث بلغ سعر صرف الدولار 4.50 ليرة تركية في التعاملات الأوروبية، خصوصا مع إعلان أردوغان سعيه لإحكام سيطرته على السياسة النقدية لبلاده بعد الانتخابات الشهر المقبل.
وكان أردوغان صرح، خلال غداء عمل مع مستثمرين بريطانيين في مقر وكالة بلومبيرغ أثناء زيارته الأخيرة للندن، بأنه يعارض سياسة البنك المركزي التركي بشأن رفع سعر الفائدة وأنه لن يقبل بتشديد السياسة النقدية في بلاده، وسيتدخل بنفسه إذا لزم الأمر.
ويعارض أردوغان أسعار الفائدة المرتفعة، ويقول المحللون الاقتصاديون والمستثمرون إن تركيا تحتاج إلى وضع خطط لأسعار فائدة مرتفعة للتخلص من التضخم ودعم الليرة المنهارة، وهي السياسة التي من شأنها الحد من ارتفاع نسبة التضخم.
وقال محلل مالي في “كوميرزبنك” إن البنك المركزي التركي على بعد خطوة من اللجوء إلى قرار طارئ برفع معدل الفائدة من أجل دعم استقرار الليرة.
وكان التضخم في تركيا وصل في أبريل الماضي إلى 10.85 في المئة، بعدما وصل في مارس إلى 10.23 في المئة، وهي النسبة التي تعتبر ضعف الهدف الذي حدده البنك المركزي التركي للوصول إليه.
ويشعر المحللون بالقلق إزاء الضعف المستمر في قيمة الليرة وأنها قد تتسبب في مزيد من الارتفاع في الأسعار الأمر الذي يزيد الضغط على الليرة.
والأربعاء، تحرك البنك المركزي التركي لتهدئة الأسواق المرتبكة حيال الليرة “المهتزة” وقال إنه قد يتخذ خطوات ضرورية، معتبرا أن سعر صرفها “غير صحي”.
وكانت الليرة تلقت ضربة قوية منذ بداية العام الحالي وفقدت 15 في المئة من قيمتها أمام الدولار خلال الشهور الثلاثة الماضية.