إنتخابات تشرين حقيقة أم نكتة؟
إنتخابات تشرين حقيقة أم نكتة؟ – محمد حسن الساعدي
أعتاد الشعب العراقي أن يكن مطية كل حاكم ومتسلط،وأمسى عبداً للشعارات الضالة المضلة التي أفقدته تماسكه وقدرته على التشخيص الصحيح لمستقبله،وتحديد بوصلة مصالحه العليا،بات بات يعيش حياة البؤس والحرمان والتهميش من قبل هواة السياسية والجهلة ومتصنعي الشعارات الكاذبة،دون أي معرفة بالمصلحة العليا للشعب المرتهن، والذي أستطاع أن يبقى صابراً طوال سنين والتي فقد فيها شخصيته الوطنية وهويته ووجوده،وما إن تنفس الحرية حتى راح يتعبد الأصنام، ويسير خلف ديناصورات سياسية ملكت حقه بالوجود،وسيطرت على حياته مرة ثانية ،وأسرت قراره ومصيره معاً.ظل الشعب العراقي يعيش حياة الخوف، ولم يشعر يوماً بثقافة الرأي وضرورة إن يكون قراره هو في صنع مصيره،ومع مرور أكثر من 17 عاماً على التغيير إلا انه ما زال يعيش حالة الخوف من القادم،ولا يعلم إن هذا الخوف من صنع نفسه وان المستقبل بيده لا بيد غيره،وظل يعيش حياة الخوف والتبعية للحاكم الظالم مهما كان شكله.الأحزاب المتنفذة وباسم الدين عرفت نقطة ضعفه ألا وهي الدين والعقيدة، وعملت على إن تتحكم بحياته من خلال هذه النقطة، فاستخدموا العمامة زوراً وكذباً، حتى أمست هناك مقاطعات ووزارات وهيئات ودرجات خاصة يقودها المعمم الفاسد،وخير مثال في ذلك وزارة الكهرباء والصحة والعمل والشؤون الاجتماعية وغيرها تقاد من قبل معممين مهمتهم الوحيدة الإشراف على العقود وعمليات الشراء التي تقوم بها هذه الوزارات والاستحواذ على الكومشنات على إن تستخرج الأسهم حسب الأسبقية والأولى فالأولى والاهم من ذلك تكون النسبة الأكبر للصنم الأكبر وهكذا تتم عمليات السرقة وتهريب الأموال والعمالة ،حتى وصل الحال بعمامة الفساد إن تدخل في مديرية المرور العامة من خلال إدخال شركة سعودية تكون مسؤولة عن عمليات تحويل السيارات وإصدار وتجديد باجات إجازة السوق والسنوية، وبرسوم خيالية تصل إلى أكثر من 100 مليون دينار يومياً .على الرغم من الأمل الكبير في الانتخابات القادمة والتي من المؤمل إن تجرى في العاشر من الشهر القادم،وعلى الرغم من كونها محطة مهمة من محطات التغيير الديمقراطي وتعدد خمس تجارب انتخابية سابقة،إلا إن هذه الآمال تكاد تكون ضعيفة في قدرتها في التغيير، لان المشاهد والمتابع يجد أن خيوط اللعبة السياسية تمسكها نفس الكتل التي سيطرت وسرقت القرار السياسي، مع بدء العد التنازلي لها، يجب أن تستهدف الانتخابات العراقية المقبلة ترسيخ الديمقراطية وليس الطائفية والحزبية والمناطقية وتمكين الأحزاب المتنفذة، فدعاية الانتخابات يجب أن تعتمد على إحداث التغيير، لكن التغيير المنشود والحقيقي لن يأتي من خلال أنتخاب وجوه متكررة ومعروفة ومكشوفة، مع هيمنة الأحزاب التي سيطرت على المشهد والقرار السياسي ، والتي تعيش الفساد والثراء الفاحش وتخدم مصالحها الخاصة، وترسخ السرقة والقتل والخيانة والتدمير وانتشار الأمية والمخدرات والفقر، وتضحك على الشعب بتصريحات رنانة تحت زعم حمايته من الإرهاب.