إسطنبول.. هكذا تراجعت مظاهر الحياة بسبب كورونا
على غير عادتها تبدو أزقة منطقة تقسيم الشهيرة (وسط إسطنبول) هذه الأيام خالية من الزوار، بعد أن أغلقت جميع أماكن الترفيه، كما هي الحال في عموم تركيا، بناء على قرار اتخذته السلطات، وشمل إغلاق جميع الملاهي والنوادي والصالات، وحتى المقاهي والكافيهات؛ وذلك ضمن الخطوات الاحترازية لمنع تفشي كورونا. وكشفت وزارة الصحة التركية الأربعاء عن أول حالة وفاة في البلاد بسبب كورونا، وارتفاع حالات الإصابة بالفيروس إلى 98 حالة، بعد تسجيل 51 حالة إصابة جديدة.
توجس وحذر
وتجولت الجزيرة نت / تابعة ( الأولى نيوز ) في عدد من شوارع إسطنبول لتوثيق مظاهر الحياة، التي تبيّن أنها تراجعت بشكل كبير، خاصة الأماكن التي كانت حتى فترة قريبة تشهد ازدحاما كثيفا، مثل ميدان أمينونو في قلب إسطنبول، والذي خيّم عليه الهدوء فجأة بعد أن اختفت فيه حركة الناس. الحال ذاتها تبدو عليها منطقة السلطان أحمد، وهي أشهر الأماكن التي يزورها السياح، حيث باتت باحة الجامع الأزرق فارغة تماما على غير العادة، والتي تكون غالبا مكتظة بالناس من مختلف بلدان العالم، فلا طوابير أمام متحف “أيا صوفيا” المجاور له كما جرت العادة، ولم يعد الناس يفكرون باقتناء الهدايا والتحف من المتاجر السياحية في المكان نفسه.
وأكثر ما يثير الانتباه كذلك توقف الناس عن ارتياد الأسواق التاريخية والشعبية المنتشرة بالمناطق السياحية؛ التي كان الزائر لها حتى وقت قريب يكاد لا يجد فيها موطئ قدم لنفسه، وأصبحت فجأة خالية أيضا، ومعها أسواق المولات الكبيرة في إسطنبول، التي توقف الناس عن زيارتها هذه الأيام. المواصلات العامة هي أكثر ما بات يتعامل معها الناس في المدينة بحذر شديد وتوجس، والأغلبية يستقلونها لضرورات قصوى، خاصة بعد الإعلان عن إيقاف التعليم في المدارس والجامعات.
أما حركة الزحام المروري، والتي تعرف بها إسطنبول، فلم تعد موجودة كثيرا هذه الأيام، وهو أكثر ما يعكس رغبة المواطنين في البقاء بالمنازل، والالتزام بالتدابير التي دعت إليها السلطات التركية. وبالطبع، بدأ الجميع في المدينة التجاوب مع تلك الدعوات، وبات أغلب الناس يرتدون الكمامات البيضاء وقفازات اليد في جميع الأماكن، بما فيهم العاملون في كل القطاعات والدوائر الحكومية، التي لا يزال أغلبها يعمل حتى الآن. ومنذ أسبوع، لا تتوقف الفرق التركية عن القيام بمهمة تعقيم الأماكن العامة ووسائل المواصلات، وحتى مواقف الحافلات في المدينة، كما بدأت إدارات بعض المجمعات السكنية في إسطنبول توزيع المعقمات لساكنيها، وكذلك فعلت العديد من الشركات الخاصة مع موظفيها.
حالة طوارئ
وتحسبا لأي طارئ قد يحدث على غرار الدول الأخرى، والتي أعلنت حالة الطوارئ وقامت بحظر التجوال؛ فقد شرع المواطنون الأتراك بالتوجه منذ أيام نحو المتاجر لاقتناء أكبر قدر من المواد الغذائية والمواد الرئيسية وتخزينها. ورغم المخاوف الواضحة التي بدأت تسيطر على حياة الناس، فإن السلطات تؤكد أن الأمر تحت السيطرة حتى الآن، وتقول ليست هناك حاجة لإعلان منع التجول في البلاد، ولكنها تشدد على مواطنيها بحساب كل خطوة يقومون بها خلال تحركاتهم، وفي مقدمتها الالتزام بالمسافة الاجتماعية، وهي الابتعاد ثلاثة أو أربعة خطوات عن الشخص الآخر لضمان عدم انتقال الفيروس.
وبينما تؤكد وزارة الصحة التركية للمواطنين ضرورة الاستمرار في اتباع التدابير بدقة، وتنظيم حياتهم وفقا لمدة قد تصل إلى نحو شهرين؛ تشير التوقعات إلى أن الفيروس قد يصيب أعدادا كبيرة في تركيا خلال الأيام القادمة. وحسب عضو اللجنة العلمية التابعة لوزارة الصحة التركية المختصة بمكافحة فيروس كورونا الدكتور ألباي أزاب، فإنه من المرجح أن تصل عدد الحالات المصابة بالفيروس إلى نحو خمسة آلاف إصابة في غضون أسبوع.
ويشير أزاب –
في حديث مع الصحافة التركية- إلى أن هناك احتمالا لأن يرتفع هذا العدد إلى ثلاثين ألف إصابة في حال عدم أخذ الاحتياطات اللازمة والانصياع للتحذيرات المعلنة.
متابعة /الأولى نيوز