إسرائيل والمغرب: دبلوماسية السلاح واللقاحات
بعد أن عقدت اتفاقية عسكرية وامنية كبيرة مع المغرب، إسرائيل تعزز علاقاتها مع المملكة بالتبرع لها مع دول مختارة إفريقية أخرى بملايين من لقاحات “استازينيكا” المتوفرة في مخزنها.
وترى إسرائيل أن تبرعها بملايين من اللقاحات المضادة لكورونا لدول في القارة الإفريقية، يمكن أن يعزز مكانتها الدولية، فيما تعد الخطوة تجاه المغرب مبادرة تزيد من توثيق العلاقات عقب توقيعها مذكرة تفاهم بشان “التعاون الدفاعي”، تعد الأولى من نوعها في تاريخ علاقاتها مع الدول العربية.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، قد صرّح بأن زيارة وزير الدفاع بيني غانتس للمغرب كانت هامة، وحققت تطورا مهما في العلاقات بين البلدين، خاصة على المستويين الأمني والعسكري.
ولفت بينيت إلى “حفاوة استقبال الوفد الإسرائيلي في المغرب”، مشيرا إلى أن “ما تم التوصل إليه بخصوص توقيع مذكرة تفاهم مع وزير الدفاع المغربي، ستطلق التعاون الأمني الرسمي بين البلدين في مجالات الاستخبارات والصناعات الحربية والتدريبات المشتركة”.
ووصف اتفاق التعاون الأمني الموقع في الرباط يوم 24 نوفمبر من قبل وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، والوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني المغربي، عبد اللطيف لوديي، بأنه موجه “بمختلف أشكاله” ضد “التهديدات والتحديات التي تعرفها المنطقة”.
وفي ضوء اتفاق التعاون الدفاعي بين البلدين، يستعد المغرب لإقامة وحدتين لإنتاج الطائرات المسيرة في البلاد بتقنيات إسرائيلية، ومن المرجح أن تكون الوحدة الأولى في الشمال والثانية في الجنوب.
ووكان موقع “إسرائيل 24″، قد أفاد بان لجنة مغربية إسرائيلية ستكلف في الأشهر المقبلة بالإشراف على تنفيذ هذا المشروع، مع مراعاة المناطق التي تمتلك البنية التحتية اللازمة لاستضافة المشروع، من موانئ ومطارات، ومراعاة الجانب الأمني أيضا.
كما تحدثت تقارير إسرائيلية عن المغرب يجري مباحثات متقدمة مع شركات إسرائيلية بخصوص عدة نقاط، منها نقل تكنولوجيا لتطوير وتصنيع أنواع محددة من المسيرات محليا، إلى جانب شراء نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي “باراك 8″، ودراسة إمكانية تطوير مقاتلات F5 وشراء طائرات مسيرة متعددة الأغراض.
أما الجزائر فقد رأت أن اتفاق التعاون الأمني بين المغرب وإسرائيل موجه ضدها، حيث صرّح رئيس مجلس الأمة الجزائري، صلاح قوجيل، بأن بلاده “هي المستهدفة” من الخطوة.
وفي وقت لاحق، اعرب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن الاسف لاتفاق المغرب مع إسرائيل، مضيفا قوله إن “تهديد الجزائر من المغرب خزي وعار لم يحدث منذ عام 1948”.
وكانت وسائل إلام مغربية قد نقلت في وقت سابق عن وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد قوله: “نحن نتشارك مع المملكة القلق بشأن دور دولة الجزائر في المنطقة، التي باتت أكثر قربا من إيران وهي تقوم حاليا بشن حملة ضد قبول إسرائيل في الاتحاد الإفريقي بصفة مراقب”.
كل ذلك يجري في أعقاب توتر غير مسبوق في العلاقات بين الجارتين الجزائر والمغرب، بلغ أوجه بقطع الجزائر علاقاتها مع الرباط أواخر أغسطس الماضي متهمة إياها بارتكاب أعمال عدائية ضدها.
وفي وقت لاحق، على خلفية تناقض مواقف البلدين تجاه قضية الصحراء الغربية، اتهم المغرب الجزائر على لسان ممثله الدائم في الأمم المتحدة، عمر هلال، بالسعي إلى التصعيد ضد المملكة، في محاولة لـ”التهرب من وضع اجتماعي واقتصادي خطير” على ترابها.