إرهابي تركي: خدعني صديقي بزيارة أربيل فوجدت نفسي مع داعش بصلاح الدين
بدأ خيط الجريمة والإرهاب بالانكشاف حين القت القوات الأمنية القبض على سائق (التريلة) (أحمد) بعد أن شكت بأمره، وحال نزوله منها اتضح حمله لعناصر مشبوهة في سيارة الحمل التي يقودها. لم يكن الأمر صعباً على السلطات الأمنية بانتزاع الاعتراف من (أحمد)، فحال وقوعه في قبضة العدالة انسابت كلماته أمام قاضي تحقيق صلاح الدين قائلا:
أنني أحد الزمر المنتمية الى تنظيم داعش الارهابي حيث رددت البيعة لزعيمه الذي أسند لي العمل كناقل لصالحهم.
وفي إجابته على سؤال القاضي عن تحديد عمله أجاب: “كنت أنقل ملابس العصابة وأجهزة الاتصال الخاصة بهم اضافة الى بطاريات الشحن، أما مسار طريقي فكان محدداً من محافظة أربيل حتى قضاء سامراء”.
وفي حديثه عن آخر مهامه قبل القاء القبض عليه، أجاب قائلا:
كنت أحمل بالعجلة التي أقودها عنصرين من عناصر التنظيم كلفت بنقلهم من اربيل الى قضاء الدور في محافظة صلاح الدين. لم أتحدث معهما لكنني ظننتهما من القومية الكردية حيث كانا يحملان حقائب سفر بشكل يوحي أنهما سيبقيان لفترة طويلة في صلاح الدين. قمت بإنزالهما الى المنطقة الصحراوية الواقعة بين قضائي سامراء والدور ليلتحقا بفلول التنظيم القاطنين هناك.
خدعني صديقي ليوقعني بفخ الدواعش!
بنظرات حائرة انسابت كلمات (أ.ع.ك) أمام قاضي التحقيق ليقول:
كنت طالباً في كلية الآداب التابعة لجامعة سلجوق في تركيا حيث أنني مواطن تركي من القومية الكردية، تعرفت بالجامعة على صديق عراقي من كردستان يدعى (هـ) كان يدرس بذات الكلية التي أدرس فيها. ومع تطور المعرفة بيننا دعاني ذات يوم الى زيارة مدينته (أربيل)، وبالفعل رافقته اليها بحكم الصداقة والمعرفة، لكن حال وصولنا هناك وجدت أنه لا يرغب باصطحابي الى منزله لنقضي يوم وصولنا بالتجول في الاسواق ومن ثم المبيت في غرفة خلف كراج اربيل.
في اليوم الثاني طلب مني (هـ) مرافقته الى بغداد حيث استقللت وإياه سيارة حمل من نوع (تريلة) عرفت أن (هـ) يعرف سائقها المدعو (أحمد) ليتم وضعنا بالحوض الخلفي للسيارة، قطعنا كل تلك المسافة معه وبعد عبورنا سيطرة جسر تكريت وصلنا الى منطقة تدعى بـ(الزلاية) لينزلنا السائق (احمد) فيها على الشارع العام.
كان الوقت حينها يشير الى الساعة الواحدة والنصف فجراً حيث قمنا بالمشي على الأقدام لمدة ثلاث ساعات ونصف ليحضر ملثمان يرتديان الملابس العسكرية اقتادانا بزورق عبرنا به نهر دجلة لنصل الى منطقة الزلاية حيث وجدنا تسعة أشخاص وخيمتين تعلوهما راية داعش لنلتقي بأفراد المجموعة وهناك فوجئت أن لصديقي (هـ) لقباً داعشياً هو (صلاح الدين).
الانخراط بالتنظيم والهروب منه
يقول المتهم “منحوني كنية داعشية لقبت خلالها بـ (خالد) وبقيت معهم مدة (32) يوما قررت بعدها الهروب منهم. حصل ذلك أثناء ذهابي مع ثلاثة من عناصر التنظيم لجلب المواد الغذائية، فقد أخبرتهم حينها بحاجتي للابتعاد عنهم قليلا لقضاء حاجة، وحال ذهابي سارعت بالركض لمدة ساعة ونصف لألوذ بأحد الدور الذي أخبرت قاطنيه بأمري طالبا منهم الاتصال بالشرطة لتسليمي إليهم. لم يمض وقت طويل على الاتصال حتى وصلت مفرزة أمنية سلمت لها نفسي”.
المواجهة
في الموقف واجه (أ.ع) السائق (احمد) الذي عرفه من صوته وقد حاول مراراً أمام قاضي التحقيق إنكار انتمائه لعصابات داعش الارهابية ليصل به الأمر الى تملصه من دينه بقوله (أنني ملحد) الفكر. ثم أنكر ارتكابه أية جريمة أثناء تواجده مع زمر التنظيم الارهابي (رغم قضائه 32 يوماً معهم) نافياً إن يكون قد بايع او تسلم سلاح بشكل يخالف عقائد التنظيم الارهابي!.
اثناء فترة احتجازه أخبر (أ.ع.ك) القوات الأمنية عن مكان مقرات العصابات الإرهابية ومضافاتهم التي تواجد فيها وفعلا تم العثور عليها من قبلهم.
حكم القضاء
من خلال وقائع الدعوى وأدلتها المبسوطة على النحو المتقدم اتضح للمحكمة أن المتهم (أ.ع.ك) تركي الجنسية قد اعترف اعترافاً مسؤولا تحقيقياً ومحاكمة بالانتماء للتنظيمات الارهابية والعمل معهم من خلال حضوره من تركيا وتواجده مع افراد المجموعة لمدة (32 يوما) وهم يحملون مختلف الاسلحة ومعروفين بحملهم الافكار الارهابية الداعشية المتطرفة، حيث أقر المتهم باعترافهم مضافا الى اقوال الشاهد (احمد) الذي أكد قيامه بنقله مع رفيق له الى ذات المكان الوارد في أقوال المتهم بناءً على اوامر التنظيم وتعزز اعتراف المتهم بقرينة استهداف تلك المجموعة وقتلهم من قبل القوات الأمنية بناءً على المعلومات الواردة في اعترافه لتكون الادلة كافية ومقنعة لتجريمه مما تقدم.
القصاص
تم الحكم على المجرم (أ.ع.ك) تركي الجنسية بالسجن لمدة خمسة عشر سنة استناداً لأحكام المادة الرابعة/1 وبدلالة المادة الثانية/1و3 من قانون مكافحة الارهاب رقم 13 لسنة 2005 واستدلالا بالمادة 132/1 من قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 المعدل عن جريمة الانتماء الى تنظيم داعش الارهابي والتواجد في المضافات مع عصابات داعش والعمل لمصلحتهم.