إرادة إيران الحازمة باستيفاء حقوقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية
شددت طهران على “إرادة إيران الحازمة باستيفاء حقوقها المشروعة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية”، محذرة إسرائيل “من مغبة أي خطأ في الحسابات أو خطوة مغامرة”.
وجاء ذلك في رسالة وجهتها سفيرة ومساعدة الممثلية الدائمة لإيران في منظمة الأمم المتحدة، زهراء إرشادي، إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، احتجاجا على التهديدات الإسرائيلية ضد البرنامج النووي الإيراني، حيث قالت إرشادي: “إنني أكتب هذه الرسالة عطفا على الرسالة المؤرخة 12 أبريل، والتي أطلعتكم فيها على العمل الإرهابي للكيان الإسرائيلي الذي استهدف منشأة نطنز النووية في 11 أبريل الماضي”، لافتة إلى أن “ذلك العمل الإرهابي أخل بأنشطة هذه المؤسسة النووية الحساسة الخاضعة لإجراءات الضمان للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومراقبتها الواسعة”.
وأضافت زهراء إرشادي: “إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، اعترف ضمنيا في تصريحاته الأخيرة بتنفيذ هجمات سرية ضد البرنامج النووي السلمي الإيراني، وأعلن بوقاحة بأن كيانه سيواصل مثل هذه الهجمات”، موضحة أنه “إثر ذلك تم اطلاق تهديدات وقحة أخرى من جانب وزير الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، بالهجوم على إيران، كما كشف رئيس أركان الكيان عن خطة للهجوم على البرنامج النووي الإيراني”.
وتابعت السفيرة الإيرانية محذرة: “إن استهداف مركز نووي حساس جدا ومصان مع احتمال كبير لتسرب المواد المشعة، من قبل الكيان الإسرائيلي، يعد عملا إجراميا، وإرهابا نوويا، ومثالا واضحا آخر على استمرار خرق القوانين الدولية من قبل هذا الكيان”، مؤكدة أنه “نظرا لتهديدات الكيان الإسرائيلي المتزايدة والمستمرة في مجال الإرهاب النووي ضد السلام والامن الدولي، فإنه ينبغي على المجتمع الدولي ادانة مثل هذه الاعمال الإرهابية الاجرامية بأشد لهجة ممكنة”.
وأكملت: “إن التهديدات الصريحة آنفة الذكر ضد دولة عضو في منظمة الأمم المتحدة تعد انتهاكا صارخا للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة، خاصة المادة “2” منه، لذا لا ينبغي تحمله من قبل المجتمع الدولي ومجلس الأمن”، مشددة على أن “الكيان الإسرائيلي وفي غضون أقل من عامين، بنقضه الجوهري للمبادئ الأساسية للقوانين الدولية، قد قام بإجراءات مغامرة علنية وسرية لا تحصى، من ضمنها الاعمال الإرهابية ضد العلماء والمراكز النووية الإيرانية، والهجمات على السفن التجارية في المنطقة، وكذلك الهجمات بالطائرات المسيرة والجوية ضد بعض دول المنطقة”.
وأضافت: “لو لم يتم الوقوف أمام مثل هذه الأعمال اللا قانونية المستمرة، والسلوكيات الاستفزازية الممنهجة وذات التداعيات الجادة، فلاشك أنها ستجعل المنطقة غير مستقرة أكثر فاكثر وتعرض السلام والامن الدولي للخطر”، معتبرة أنه “نظرا للماضي الطويل للكيان الإسرائيلي في عمليات التخريب ضد أنشطتنا النووية السلمية وعمليات الاغتيال الجبانة لعدد من علمائنا النوويين وسائر العلماء الإيرانيين في الماضي وكذلك العمليات السيبرانية المشتركة بين الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية باستخدام الفيروس الالكتروني المسمى “ستاكس نت”، فإنه على مجلس الامن الدولي العمل بمسؤولياته وفق الميثاق”.
وأكدت السفيرة الإيرانية أنه “يتعين على مجلس الأمن الدولي اتخاذ الإجراءات العاجلة اللازمة للحيلولة دون جميع سياسات الكيان الإسرائيلي المزعزعة للاستقرار والسلوكيات غير القانونية والمغامرة في الوقت ذاته، وأن تحمله المسؤولية تجاه جميع مثل هذه الإجراءات”.
وأضافت زهراء إرشادي: “في الوقت ذاته، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية إذ تؤكد إرادتها الحازمة في استيفاء حقوقها المشروعة في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية في جميع مجالاتها، تحذر من مغبة أي خطأ محتمل في الحسابات، أو خطوة مغامرة يقدم عليها الكيان الإسرائيلي”، مشيرة إلى أنه “مثلما جاء في رسائلها السابقة لمجلس الأمن الدولي، فإن إيران تحتفظ لنفسها بحقها الذاتي على أساس القوانين الدولية لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للحفاظ والدفاع عن مواطنيها ومصالحها ومنشآتها وسيادتها، أمام أي أعمال إرهابية أو تخريبية”.