إبصقوا على هذا الزمن الرديء 2020/10/09
بقلم أياد السماوي
يوم أمس تداولت وسائل الإعلام المحلية ووسائل التواصل الاجتماعي صور للسفير غير المقيم في دوقية لوكسمبورغ صادق الركابي , وصورة أخرى للقائم بالأعمال في سفارة العراق في موريتانيا حميد القدو .. حيث ظهر الأول بملابس شبيهة بتلك التي يرتديها قادة الفرق السمفونية , وظهر الآخر حميد القدو بدشداشة النوم في باحة أحد فنادق العاصمة مع إحدى المطربات الموريتانيات .. ويبدو أنّ الصورتين قد أثارت استهجان الرأي العام العراقي وأشعلت وسائل التواصل الاجتماعي للصورة التي ظهر بها كل من صادق الركابي وحميد القدو , خصوصا الصورة التي ظهر بها الإسلامي صادق الركابي الذي كان يستحرم لبس ربطة العنق هو ورفاقه في حزب الدعوة الإسلامية قبل سقوط النظام الديكتاتوري , وهو يرتدي ملابس ( المرحوم بيتهوفن ) .. أمّا حميد القدو فالرجل عكس واقعه وطبيعته بدون تكلّف حين كان يعمل ( بنجرجي ) في منطقته قبل أن يصبح دبلوماسيا كما يشاع عنه , وإن كان من المفترض أن يدرك أنّه لم يعد بنجرجيا كم كان , ويفترض به أن يظهر بالمظهر اللائق للدبلوماسيين , لأنّ الدبلوماسي يعكس صورة بلده أمام العالم .. والحقيقة أنّي لم استّفز من مظهر القدو وهو يلبس الدشداشة التي هي جزء من تراثنا الشعبي , وإن كان هنالك ثمة خطأ ما فهذا الخطأ تتحمله الخارجية العراقية التي رشّحت هذا البنجرجي لمنصب القائم بالأعمال .. لكنّي وبصراحة مستّفز من صورة قرقوز الدعوة صادق الركابي وهو يظهر بهذه الملابس التي لا علاقة بتراثنا من قريب أو بعيد .. ولو افترضا أنّ الزي الذي ظهر به قرقوزالدعوة , هو الزي الشعبي لسكان دوقية لوكسمبورغ , فما هي علاقتنا بهذا الزي ؟ وهل طلب منه ذلك رسميا ؟ ..والزمن الأغبر الذي سلّط هذه الطبقة الحاكمة من أشباه المتعلمين والسياسيين الفاسدين واللصوص على مقاليد الحكم في العراق بعد تلك الآلام والمآسي التي عاشها العراقيون زمن الديكتاتورية والتسلّط والقهر البعثي , هو الذي جاء بهؤلاء الحثالات وجعل منهم قادة وزعماء لهذا البلد وهذا الشعب .. فوالله لولا هذا الزمن الرديء المقفر والمجدب من كلّ القيم والأخلاق والمبادئ , لما وصلت هذه النماذج الجديبة والبائسة إلى مناصب الدولة العليا .. وهؤلاء الذين يمّثلون العراق أمام العالم الخارجي هم نتاج هذا النظام البائس والفاسد في كلّ شيء .. فماذا ينتظر العراقيون من هكذا نظام تحاصصت كتله السياسية على كلّ مرافق الدولة ؟ فهل كانوا يتّوقعون أن يقود الدبلوماسية العراقية أشخصا أمثال الدكتور محمد فاضل الجمالي أو توفيق السويدي أو نوري السعيد ؟ كلا يا سادتي إنّه الزمن الرديء .. إبصقوا على هذا الزمن الرديء الذي نعيشه.