أيهما الأجمل ماضينا أم حاضرنا ؟
أيهما الأجمل ماضينا أم حاضرنا ؟عادل الزبيديان الواقع الاجتماعي الذي نعيشه اليوم يتميز بضعف وفقدان الكثير من القيم الاجتماعية التي كانت سائدة بين سكان الزقاق الواحد والمحلة الواحدة والمدينة الواحدة فأصبح الجار لا يعرف جاره ان كان لديه فرح او حزن جارة مريض جائع يعاني من مشكلة ما وكأنهم غرباء يتقابلون بالصدفة ويقتصر الحديث على السلام وانتهى الامر بإنتظار صدفة اخرى او قد لا يعرفه نهائيا، خلاصة القول الناس غرباء عن اقرب جيرانهم .وإذا ما عدنا الى الماضي ايام طفولتنا وشبابنا نجد الناس متسامحين متصالحين محبين بعضهم للبعض لا تبيت عائلة بلا طعام الناس في المحلة الواحدة او الزقاق الواحد يطعم بعضهم البعض الآخر فترى العوائل تحمل الطعام الى الجار قبل ان يتذوقوه ويرد الجار على جاره بنفس الشيء فترى موائدهم تتضمن اكثر من نوع من الطعام يتزاورون فيما بينهم فلا تكاد ترى عائلة معزولة عن الاخرين فتحسهم وكأنهم عائلة واحدة اعراضهم واحدة شبابهم ينظرون الى بنات جيرانهم كأنهن اخواتهم فلا يتجاوزن عليهن ولا يسمعوهن كلام يخدش حياءهن ويتمتعون بأعلى درجات الانضباط عندما يتحدثون الى كبار السن في زقاقهم بل ويتعاملون معهم وكأنهم عائلة واحدة ففرح احدهم فرح الجميع وحزنه حزن الجميع يقفون مساندين لجارهم ماديا ومعنويا وفي الاعياد توزع العيديات على اطفال الزقاق او المحلة من الموسرين في الزقاق بل يقومون في احيان كثيرة بتخصيص يوميات لأطفال المحلة الصغار واذا صادف ان ركبت باص المصلحة (الامانة) وصعدت امرأة او رجلا تبارى الشباب لترك محلاتهم لإجلاسهم، واذا خرجت الى الزقاق في اوقات راحة الجميع لا تسمع ضجيجا فالكل يحترم الكل ، يتعاونون فيما بينهم من اجل ان يكون زقاقهم الاجمل والانظف الكل حريص على نظافة زقاقه حرصه على نظافة منزله هذا قليل من يسير من قيم الماضي فأيهما الاجمل ماضينا أم حاضرنا ؟