أيهـا السـاسة .. شـعب العراق شـعب صـعب
فاضل حسين الخفاجي
كلنا يعلم ان اول من اخترع الكتـابـة هو شعب العراق ، وبنفس الوقـت هـو أول من عـرف كيف ومتى يلبـس القنـاع والظهـور بعـدة وجـوه ، وإلا لما استطاع هـذا الشــعب المسـكين عبــور المآسـي والاضطهـاد والظلـم الذي مّــرَ ويمّـر بهـا ، ولولا هـذا القناع الذي أجـاد صنعـه لما اسـتمرت الطبقـات المتوسـطة والفقيرة الثبـات والبقـاء على قيـد الحياة ، بمعنـى آخر ان هنـاك الكثـير علاقتــه بالسـلطة هـي عـلاقـة (( نـفــاق )) ..
وبمعنـى أدق ان هــؤلاء ( المنافقـون ) يحمل وجهـين مـتبـاينـين واضـحي الأختــلاف .
فمـثـلاً ، اليــوم يـؤيـد ويسـانـد رئيس الجمهورية او رئيس الوزراء او حـزب معين او أي مسـؤول في الدولة وفي اليــوم الثانــي يـظـهر على المسـرح ويهشـم كل ما صنعـه في الأمس ، وباختصـار ان الشـعب العراقي يجـب أن يـنـظر اليـه بمنظـار التـأنـي وعدم التسرع في الحكــم على أساس ان مواقفـه ثابتـة . وحسـب تقـديري ان سـبب ذلك يعود الى انه يحمل في داخله وجهـة نظـر كاملة ، أو سـبب آخر وكما يقول عالم الاجتماع العراقي المرحوم علي الوردي عن المجتمع العراقي بما معناه ..(( … مشـتت الأهـواء والاراء ، لا يسـتـقر على مبـدأ واحـد مدة طويلة ، ولا يعجب بزعـيم أو يلتف حوله ويسـتمر على تأييـده )) .
ولنـا أمثلة كثيرة على تقلبـات الشـعب العراقي على الاقل في العصر الحديث ..
ففي ثورة العشرين كان شعار ( الطوب أحسن لو مگواري ) .. وبعد ان دخل الانگليز الى العراق .. اصبح الشعار ( نـار الانگليز ولا جنة العصملي ) .. وفي زمن نوري سعيد .. كان الشعار ( نوري سعيد شدة ورد وصالح جبر ريحانه ) .. وبقدرة قادر تبدل الشعار الى ( نوري سعيد القندره وصالح جبر قيطانه ) … وفي عهد عبد الكريم قاسم .
كانت العشرات من الشعارات التي مجدت بالزعيم .. ومنها ( عبد الكريم كل القلوب تهواك ..) وبقدرة قادر اصح الشعار (( يابغـداد ثوري ثوري خلي قاسم يلحگ نوري ) ..
والامثلة كثيرة على تبدل المواقف بين ليلة وضحاها . وبعـد الحراك الشعبي ونطلاق التظاهرات في 2019/10/1 ..
المفروض أن تتـاح الفرصـة ليقول المتظاهر وجهة نظره وان تناقش افكاره ..
ومن هنـا نعتقـد ان الديمقراطيـة هي من يتبنـى افكار الشعب وخاصة تلك التي تصب في مصلحة العراق وشـعبه .ومعظمنـا يعـرف ان الشـعب العراقـي تعــب وعانـى وقاسـى وهـو من أكثـر الشـعوب التي عانت الظلم والاضطهاد ..
فتأريخـه من أول البشـرية ملــيء بالظلم .ونقـول وبمــرارة ، بعـد الاحتـلال في 2003 كان هناك الكثير من يظـن خطأ ان هناك نواة للديقمراطية الحقيقية ستبنى عليها سياسة العراق ..
ولكن ظهرت لنا ان من جاء بهم المحتل هم أنـاس متعطشــون للمال والسلطة ولديهم شـهادات اختصاص فـي التـزوير والفسـاد بكل انواعه ومسمياته ، وعرفـوا كيف يتغلغلون في اوساط البسطاء من الناس من خلال رداء ( الديـن ) والدين الاسلامي من تصرفاتهم بـراء .. وهكذا كانت النتيجـة .. أوصلوا العـراق الى حالة من اليأس والافلاس .