أوهام خداع النفس
أوهام خداع النفس _ دكتور نزار محمود
الغرب نظام يقوم على مبدأ الفردية الرأسمالية روحاً ونهجاً، والذي لا يعيش الا على دوام تحقيق الأرباح التي يحتاجها في اطار منافسته الدائمة للاستمرار في الحياة.هذه الميكانيكية ترتكز بدورها على التعاشق بين الافكار الجديدة ورأس المال والقوة البشرية بقدراتها الذهنية والعضلية والنفسية والتنظيمية المتفاعلة في عملية صراع مستمرة ودائمية من أجل البقاء الذي لا يضمنه غير التقدم الدائم المتنافس في سبق انتاجه وتكاليفه وسيطرته على اسواق مواده وتصريفه.من جهة أخرى، فإن العقل والارادة السياسية يقومان على ما يتوفر لهما من أموال ضرائب لتمويل اجهزتها الادارية وأدوات قوتها العسكرية والأمنية المتكاملة مع قوتها السياسية.كفانا شعوذة وتنظيراً وتخديرا، ولنمتلك الشجاعة والصراحة والبصيرة، فنصرخ: هيا نتعلم ونعمل وكفانا هذياناً وتشكي وكذباً على الذات ونفاقا ما أوصلنا الى “حقيقة الواقع”! منذ ان تواجد البشر على هذه الأرض وتنافسهم ما انقطع، حتى في محبة الوالدين لأبنائهم! فالبشر ليسوا ملائكة بالرؤية الدينية المثالية، ولكن لا يجب ان يتحولوا الى شياطين وأباليس مؤذين لبني جنسهم والأجناس الاخرى من كائنات حية وغير حية.نتنافس في اللعب والملاعب، وعلى مقاعد الدراسة وفرص العمل والكسب والربح، وحتى على شريك الحياة، نمني انفسنا بشرف تلك المنافسة التي لا تخلو، أحياناً كثيرة، من لا عدالة في شروطها وظروفها. لنمتلك من الشجاعة والصراحة ونقول: نعم ان الحياة حلبة صراع بين البشر!ما نرجوه: أن نتفهم حاجات ورغبات بعضنا، ونعمل على خلق شروط وظروف اشباعها بما لا يؤذي الآخرين، من جهة، ولا يحرم على من يسعى لها في اشباعها بشرف وإنسانية، من جهة أخرى.نحن المشرقيون الذين يعيشون حالة التأخر في هذا الزمن، يجب ان لا نستمر في خداع أنفسنا وتعليل هواننا على الناس بظلمهم لنا، وتسلطهم علينا، ونهبهم لثرواتنا وتسفيههم لقيمنا… إنه البشر وهم ليسوا ملائكة!