أول مرشدة سياحية في أفغانستان: قذفوني بالحجارة رغم أنني أرتدي ملابس محتشمة
تعتبر الشابة فاطمة، البالغة من العمر 22 عاما، المرأة الوحيدة التي تعمل كمرشدة سياحية في أفغانستان.
نشأت الفتاة التي قررت أن تصنع مسارها بنفسها، في الريف بمقاطعة جور كراعية أغنام، لتصبح اليوم مرشدة سياحية في شوارع هرات، ثالث أكبر مدينة في أفغانستان.
وتعد فاطمة الأصغر من بين أشقائها الثمانية، وهي الوحيدة بينهم التي تلقت تعليما، ولم تتزوج بعد، حيث أقنعت عائلتها بالسماح لها بأخذ الدروس، بعدما حصلت على دخل كاف من رعي الأغنام.
وبعد أن سئمت من الأشخاص الذين يعرفون أفغانستان فقط كمكان للحرب والصراع، تقول فاطمة إنها بدأت في كتابة منشورات منتظمة حول أماكن أثرية في بلدها قد لا يعرفها الأجانب.
وتشرح فاطمة أنها بدأت في تلقي التعليقات والردود من أصدقائها الجدد عبر الإنترنت. وفي عام 2020، تواصل معها أحدهم، رجل يُعرف باسم “بيج توم”، قائلا إنه سيسافر إلى أفغانستان وسألها إن كانت مهتمة بمرافقته كمرشدة في هرات.
وبالفعل، رافقت فاطمة السائح “بيج توم” إلى قلعة هرات، والمتحف الوطني، إضافة إلى مقهى الشاي التقليدي.وأوصى بها توم لسائح آخر، وهكذا استمرت فاطمة في الحصول على عمل من خلال التوصيات. وفي النهاية لفتت انتباه “Untamed Borders”، وهي وكالة سفر صغيرة متخصصة في الرحلات إلى مناطق يصعب الوصول إليها.
وبعد مقابلة فاطمة والسفر معها عبر المدينة، أوصى توم بأن تقوم الشركة بتوظيفها. وحصلت فاطمة على الوظيفة في أواخر عام 2020، وهكذا أصبحت الشابة التي علمت نفسها بنفسها أول مرشدة سياحية محترفة في بلدها.
وتسببت مهنة فاطمة الجديدة لها في بعض الخلافات مع عائلتها التقليدية المحافظة. ورغم أن والدها الأكثر تحفظا قد تقبل عمل فاطمة في نهاية المطاف، إلا أنها تقول إن والدتها كانت تساندها منذ البداية.
وتعرضت فاطمة إلى مواقف مهينة خلال عملها كمرشدة سياحية، مثل إلقاء الأطفال الحجارة عليها بينما كانت تُرشد السياح عبر السوق المحلي. كما تعرضت للشتم بألفاظ نابية.
وتأمل فاطمة في فتح مدرسة لتدريب المرشدين السياحيين. وتقول إنها ستكون مفتوحة لكل من الفتيان والفتيات، ولكن الأولوية ستكون لـ”السيدات أولا”، حيث تقل فرص العمل المتاحة للنساء.
وللحفاظ على سلامتها، تلتزم فاطمة بارتداء ملابس محتشمة أثناء عملها، ولا تخرج مع المجموعات السياحية في وقت متأخر من الليل.