مقالات

أهذا فرح ام هستيريا؟

أهذا فرح ام هستيريا؟ – خالد السلامي

بعد أن مضت احتفالات بدء رأس السنة الميلادية الجديدة 2024 التي لا اظنها تخص الاخوة المسيحيين في العالم اجمع فقط رغم ارتباطها بميلاد السيد المسيح عليه السلام ذلك لأن العالم كله وبكل دياناته وشرائعه السماوية والارضية قد اتخذها تقويما عالميا ومنذ مئات السنين ثم ان السيد المسيح عليه السلام هو نبي من انبياء الله الكرام وكل الموحدين يؤمنون بنبوته وبرسالته . وجميل ان نشارك العالم بالاحتفال بميلاده عليه السلام وحتى بمرور سنة بكل ما فيها من مصائب ومصاعب ودخول سنة أخرى في حياتنا الدنيا نرجو ان تكون أفضل من سابقاتها .

لكن عندما نشاهد سكان العالم الآخر في الغرب والشرق وحتى اخوتنا المسيحيين في العراق وهم يحتفلون بهذه المناسبات بطريقة اقل ما يقال عنها أنها نظيفة ومهذبة وان الكثير من شعوب العالم قد ألغت احتفالاتها او حولتها الى احتفالات تضامنية مع أهل غزة الذين يبادون بشكل يومي على يد الغزاة المحتلين الغاصبين لأرضهم ومنذ ثلاثة أشهر ولا يبدو أن هناك نهاية قريبة لمأساتهم ، ثم نعود لما قام به المحتفلون العراقيون ، وربما العرب في بعض اقطارهم التي ترفع علم من يقتلون اهلنا في غزة وعموم فلسطين ، ( هذا العلم الذي يقول لمن يرفعه من العرب انكم ضمن دولة اسرائيل التي تمتد من الفرات الى النيل) ، بهذه المناسبة من احتفالات لا يمكن وصفها إلا بالهستيرية والهمجية والتي أدت الى حرق العديد المحلات والمنازل وقتل الابرياء وتدمير الممتلكات العامة والخاصة وتركت خلفها اطناناً من النفايات في الشوارع والمتنزهات فيجبرنا كل هذا الذي شاهدناه في الغرب وشهدناه في بلادنا ان نتساءل لماذا كل هذا الفرح المجنون ونحن نعيش مآسي لم يعشها اي شعب من شعوب الأرض عبر التاريخ حيث يُباد اهلنا في أغلب مناطق الوطن العربي وخصوصا ما يجري الان في غزة والضفة الغربية من فلسطين المحتلة عدا السودان واليمن وسوريا وليبيا ولبنان واجزاء أخرى هنا وهناك من أرضنا العربية الممتدة من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي بينما تتضامن اغلب شعوب الأرض بل وحتى قسم كبير من اليهود في العالم مع أهل غزة ضد عدوان وهمجية وحقد الصهاينة على أهل غزة وفلسطين وكل ما هو عربي وبدعم مشحون بالحقد من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها وصمت مُخزٍ من الحكام المسلمين من العرب وغير العرب.

ثم حتى وان لم يعجبكم التضامن مع اهلكم ومشاركتهم في محنتهم فلِمَ كل هذه التصرفات التي لا تليق بتاريخكم المضيء وحضاراتكم العظيمة التي سبقت كل حضارات العالم بآلاف السنين بينما نلاحظ عقلانية وهدوء وروعة وجمال احتفالات شعوب ودول لم تمض على انشاءها سوى بضعة مئات من السنين هذا عدا احتفالات المسيحيين العراقيين الغائرين في القدم وحضارات العراق الحبيب .

ترى متى سنستفيد من التجارب ونتعظ من الآخرين الذين سبقناهم في التاريخ وسبقونا في التطور والتصرف واللياقة واللباقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى