أمين بغداد يكشف سبب غرق العاصمة ويعلن: مشروع انمائي سيقدم للكاظمي
أكد أمين بغداد علاء معن، الاثنين، وضع دراسة متكاملة لتطوير المدينة من خلال المخطط الإنمائي الشامل والذي سيقدم إلى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، فيما أشار إلى أن الزيادة السكانية في مدينة بغداد والتجاوزات والعشوائيات تسببت بضغط كبير على محطات التصريف والخطوط الناقلة لمياه الأمطار.
وقال معن بحسب الوكالة الرسمية، إن ” توجيه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للوزارات والمؤسسات في الدولة بتقديم الدعم لدوائر الأمانة في عملية سحب المياه من الأحياء كان لها الأثر الكبير في نجاح هذه المهمة خلال ساعات”، لافتا الى أن “أمانة بغداد تتوجه بالشكر والتقدير لوزارات الدولة عموما ولقيادة عمليات بغداد ولوزارة الكهرباء والموارد المائية والنفط والداخلية والدفاع والإسكان خصوصا لما أبدته من دعم لامحدود في إسناد محطات المجاري بالمضخات والطاقة الكهربائية وصهاريج سحب المياه والآليات التخصصية الأخرى ووقوفها بجانب الملاكات الهندسية والفنية لسحب المياه وتجفيف المناطق التي حدث فيها الطفح”.
وأضاف ،أن “أحياء الإسكان والحرية وشارع القدس وساحة 55 والشعب ومناطق أخرى في شرق القناة ارتفع فيها منسوب المياه يوم السبت الماضي حيث تم إنشاء غرفة عمليات لأمانة بغداد في ساحة 55 للسيطرة على المياه واستطعنا من خلال الاتصال والتوجيهات مع الدوائر البلدية من تصفير وتجفيف جميع المناطق والأحياء السكنية في ساعات معدودة”.
أما عن أسباب ارتفاع مناسيب المياه، فأرجع معن ذلك الى أسباب تصميمية وأخرى يتدخل فيها المواطن، قائلا: مجاري بغداد صممت لاستيعاب وتصريف مياه الأمطار بمنسوب 24.5 ملم فيما تساقطت أمطار يوم السبت بمنسوب 77.8 ملم أي ثلاثة أضعاف الطاقة التصميمية ما تسبب في طفح في الأحياء السكنية في المناطق المنخفضة إضافة الى توقف محطات التوليد المجهزة للطاقة في عدد من محطات المجاري بسبب أعطال فنية وتم إصلاحها في وقت قياسي فيما ساهمت وزارة الكهرباء برفد محطات سحب المجاري بالطاقة الكهربائية الإضافية لضمان عدم توقفها واستمرارها في عملها”، موضحا أن “الأسباب التي يتدخل فيها المواطن هي من باب عدم الحرص في الحفاظ على الممتلكات العامة مع وجود العشوائيات المنتشرة في أغلب مناطق بغداد”.
وتابع معن أن “الزيادة السكانية في مدينة بغداد والتجاوزات والعشوائيات تسببت بضغط كبير على محطات التصريف والخطوط الناقلة لمياه الأمطار”، مبينا أنه “تم إنشاء خطوط طوارئ باتجاه القنوات المفتوحة مثل قناة الجيش في الرصافة وقناة شاخة 6 التابعة لوزارة الموارد المائية لتصريف مياه الأمطار أمس الأول”.
وأوضح أمين بغداد، أن “أمطار السبت كانت موجة غير متوقعة وهي أضعاف الطاقة التصميمية للعاصمة ولدينا بعض البلديات كانت مقصرة في تنظيف المنهولات وتم اتخاذ الإجراءات بحقها”، مشيدا بباقي محطات المجاري بالقول: هناك محطات تصريف عملاقة في بغداد عملت لساعات طويلة حتى تجفيف الأحياء السكنية، منها محطة مجاري الرشيد التي تصرف 18 ألف متر مكعب من المياه في الثانية وتعمل بكامل طاقتها وساهمت في سحب مياه الأمطار من جانب الكرخ ونجحت في السيطرة على مياه الأمطار”.
وأشار الأمين الى أن “البنية التحتية لبغداد ليست بالمستوى المطلوب والمشكلة معقدة وحلولها ليست آنية، والأموال التي صرفت خلال السنوات السابقة كانت لمعالجة التخسفات وإكساء الطرق، فمشاكل بغداد جوهرية في البنية التحتية للمدينة التي تحتاج الى دراسة متأنية واستشارية متكاملة ومشاريع استراتيجية”.
وأوضح، أن “المشكلة هي مشكلة 40 سنة ماضية حيث سيتم وضع دراسة متكاملة لتطوير المدينة من خلال المخطط الإنمائي الشامل والذي سيقدم الى رئيس الوزراء ليتم توفير الأموال ضمن الموازنات المالية بمشاركة الدول المانحة والصديقة ليتم بعدها التعاقد مع كبريات الشركات العالمية في هذه المجالات لتنفيذ مشاريع بأعلى المواصفات وبدراسات تضاهي العواصم العالمية”، متعهدا بأنه “سوف لا يكون هناك أي عقد مع شركات صغيرة ولا دور للسماسرة والوسطاء و نهدف من هذه العقود تجنب الفساد والتوجه نحو الإعمار”.
وأكد أن “المخطط الإنمائي سيحد من التجاوزات وهو دراسة شاملة للعاصمة لغاية 2030 وهو أول مشروع مخطط لمدينة بغداد تم الاعتماد فيه على الاستشاري الأجنبي في التخطيط مع اللجنة المشرفة من أمانة بغداد”، مبينا أن “هذا المخطط سينظم استعمالات الأرض وسيحد من عمليات التجاوز وعمليات تجريف الأراضي وعند المصادقة عليه سنبدأ بإجراءات عدة منها تنفيذ المشاريع الاستراتيجية كمشاريع الماء والكهرباء والمجاري والخدمات الأخرى”.
وبشأن خطة الأمانة في تشغيل العاطلين قال، إن “لدينا اهتماما بأكشاك العاطلين بعد أن تتم من خلال دراسة معمقة، وأنا أشجع تنفيذ مشاريع في المناطق الخضراء وافتتاح أكشاك فيها حيث من الممكن أن يحصل الشباب على قرض للمشاريع الصغيرة لتمويل عملهم في هذه الأكشاك لتأهيل إنفسهم ويجب تفعيل القطاع الخاص لامتصاص العاطلين”.
وبشأن الأحياء التي فيها شوارع غير مكسوة قال أمين بغداد: لماذا الشوارع غير مكسوة؟ هذا سؤال مهم، لأن الشارع قبل إكسائه يجب أن تتوفر فيه بنى تحتية وهي المجاري والمياه بعدها تتم عملية الإكساء، ولدينا خطة لتنفيذ البنى التحتية للشوارع في الأحياء السكنية ليتم بعدها الإكساء”، لافتا الى أن “موازنة 2020 لم تكن متوفرة وأثرت على تنفيذ المشاريع الخدمية في أغلب المناطق غير المخدومة وخلال العام المقبل وضعنا هذه المشاريع ضمن الموازنة وستنفذ في حال إقرارها”.
واكد أن “الأمانة تتعاون مع دواوين الأوقاف السني والشيعي والمسيحي في إدامة المزارات والمواقع السياحة الدينية في بغداد لتشجيع السياحة حيث ندعم السياحة بشكل كبير ونتعاون معها بشكل كامل لأن السياحة تعزز من مكانة بغداد في العالم” ، موضحا أن “خلال الزيارات المليونية تسهر ملاكاتنا على خدمة مناطق المزارات للتنظيف وتقديم الخدمات وإظهار بغداد بشكل يتناسب مع تأريخها الحضاري وموقعها الحديث”.