أميل إلى اللقاح الصيني
احمد عبد المجيد
كرست أمس السبت، لتلقي اللقاح ضد كورونا.. كنت متباطئاً في هذه العملية، غير ان نصائح الاطباء ألتزمتني ارجاء اللقاح الى ثلاثة اشهر، على الاقل، بالنسبة للمصابين بكورونا وانا واحد منهم.ولأني أضجر من الازدحامات، لجأت الى الواسطة. وحظي معها (مش ولا بد) على قول الأخوة المصريين، اتصلت بالصديق مسؤول اعلام وزارة الصحة، فطلب مني التسجيل في المنصة. ودخلت عليها من هاتفي وادرجت المعلومات المطلوبة، ثم اتصلت به، فغمرني بالفضل ناصحاً اياي، مراجعة المركز الصحي في حي المستنصرية القريب من النادي التركماني في اليوم التالي باكراً.وتوكلت انا وزوجتي، على الله ، قاصدين المركز، البعيد نسبياً عن منزلنا في الكرادة الشرقية، ووصلنا في الثامنة والنصف صباحاً، واستغربت ان الاقبال محدود جداً، غير ان مراجعاً قال لي ان عشرات المواطنين تزاحموا امام المركز منذ الصباح الباكر، على أمل حصولهم على جرعة من اللقاح، وان الموظفين ابلغوهم بعدم توفر اللقاح فقفلوا عائدين الى منازلهم، وهم في حالة من التذمر والسخط الشديدين، وعرفت من المضمد الصحي ان المركز لا يستقبل، في هذه الساعة سوى اصحاب الجرعة الثانية الذين تلقوا (استرازينيكا) وان الجرعات محدودة. وانتظرت على أمل معالجة مشكلتي بمساعدة احدى تلميذاتي في كلية الاعلام، التي تعرفت على شخصي، برغم ارتدائي المحكم للكمامة، ما يدل على مهارتها في الكشف. فالمشتغل بالمهنة يقرأ الممحي ويشخص الوجوه من خلف الحجب والستائر، واعتذرت بدورها مني، لأن المركز لا يتوفر على اي لقاح يمكنني أخذه. والغريب ان رجلاً بعمري وزوجته ظلا يلاحقاني وكأنهما اكتشفا محاولاتي الحصول على اللقاح، ولم ينتظر فتقدم نحوي راجياً شموله معي بـ (مكرمة) اللقاح، وأسفت لأن ظنه خاب ، برغم انه سبق ان راجع المركز يوم الخميس ووعدوه بتلقي اللقاح السبت، فاذا هو يصطدم بنفاد الكميات.وغادرت مركز المستنصرية محبطاً، لأن عزمي وحالتي النفسية المهيأة، لتلقي اللقاح منذ يوم سابق باءا بالفشل.. وقيل (بيها صالح) ، لكني وزوجتي اصرينا على تكرار المحاولة في المركز الصحي في الزوية، الذي يستقبل سكنة الرقعة الجغرافية المحيطة، ونحن نقع ضمن حصته.وفور وصولنا وجدنا ما يسرنا.. الجو العام هادئ والمراجعون يلتزمون نظاماً تم اعتماده من ادارة المركز. حصلنا على استمارتي المعلومات، واحدة منهما عبارة عن تعهد يوقعه المواطن عن تحمله مسؤولية أي تبعات صحية تترتب على اخذ اللقاح، وكان من نوع (سينو فارم) الصيني. وكنت أمني نفسي منذ وقت طويل على أخذ جرعة منه، لاني أثق بقدرات الصين، وسط سيل الدعايات المضادة للقاحها ونظيره الروسي، وجاءت الامنية، مصادفة، كما اشتهيت، وتطابقت ايضاً مع حصول ابنتي، المقيمة في عمان، قبل يومين على جرعة منه، ولم تستغرق عملية المراجعة برمتها سوى اقل من ساعة، كان الشباب من الاطباء والمنتسبين يتولون ادوارهم بكل همة ونشاط، مع كلام طيب تسمعه منهم يدل على رحابة صدر وقدرة تحمل.وغادرت المركز، وأنا ممتن جداً لهم، وفي ادبيات العلاقات العامة ليس مهماً ان تشتري سلعة جيدة من مؤسسة، بل ان تغادر وانت راض عن اداء الموظفين. ومن النادر ان يحصل ذلك في العراق، بل الشائع انك تغادر وانت ساخط ولاعن او متوعد.وفي تجربة اللقاح، وجدت ان شكوى وزارة الصحة من ضعف الاقبال، ليس سببه المواطنين، بل تضارب الاجراءات وضعف التنسيق، وكذلك سوء توزيع كميات واصناف اللقاحات، الذي يجعل مركزاً صحياً كالمستنصرية منصة طاردة، فيما يجعل مركزاً كالزوية منصة جاذبة.انا أميل الى اللقاح الصيني، وأحث المواطنين عليه، وأشعر بالاسف لأن جيوش الظلام تروّج لسواه، مع ان (سواه) قد يكون أقل كفاءة.