ألعاب تركيا الخطيرة تؤدي إلى الكارثة في إدلب
عُقدت قمة بين قادة روسيا وتركيا وإيران في مدينة سوتشي الروسية يوم 14 فبراير. ناقش خلالها فلاديمير بوتين وحسن روحاني ورجب طيب أردوغان التطورات في سورية وأساليب التسوية السياسية للأزمة السورية وخطوات مشتركة لتطبيع الوضع في المنطقة.
اجتماع قادة روسيا وتركيا وإيران في سوتشي الروسية يوم 14 فبراير 2019
وافقت الأطراف المعنية على مواصلة العمل من أجل تنفيذ “صفقة سوتشي” لإدلب وإدخال التعديلات المتعلقة باستيلاء على أجزاء كبيرة من أراضي محافظة إدلب من قبل هيئة تحرير الشام الجهادية (جبهة النصرة سابقا). وظهر السؤال: هل يبدأ الهجوم على إدلب أخر جيب للمتطرفين؟ يمكن أن يكون الجواب بعد تحليل نشاط تركيا في مراعاة بنود مذكرة تفاهم حول استقرار الوضع في منطقة خفض التصعيد بإدلب ودراسة التطورات منذ توقيع الاتفاق.
تفاصيل المذكرة
وقعت روسيا وتركيا مذكرة تفاهم حول استقرار الوضع في منطقة خفض التصعيد بإدلب في سبتمبر 2018. فحدد هذا الاتفاق مجالات المسؤولية بين دولتين. وفقا للبروتوكول الموقع تتحمل روسيا المسؤولية عن تأمين الأمن خارج المنطقة المنزوعة السلاح بإدلب. ومن جانبها، تركيا مسؤولة عن الوضع داخل هذه المنطقة.
خريطة المنطقة المنزوعة السلاح بإدلب
وفقا للبند الثاني للاتفاق: “ستتخذ روسيا الاتحادية جميع التدابير اللازمة لضمان منع العمليات العسكرية والهجمات على إدلب، ولضمان الحفاظ على الوضع الراهن”. مع ذلك اتخذت تركيا عدة الالتزامات.
بنود المذكرة المنشورة على موقع ناشيونال الإماراتي
تُتهم تركيا بعدم تنفيذ بنود المذكرة التالية: الرقم 5 و6 و8 و9. لم تتخذ أنقرة التدابير الفعالة لتأمين نظام وقف إطلاق النار المستقر. وكذلك لم ينجح أردوغان في مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره في سورية. ماذا يحدث الآن في إدلب بالتورط التركي المباشر؟
التغييرات على الخريطة
إن التجاهل والموافقة الصامتة من قبل تركيا سمحت لمسلحي هيئة تحرير الشام باستيلاء على السلطة في المحافظة. وتشير التغييرات التي تحدث في محافظة إدلب إلى أن تسيطر هيئة تحرير الشام والجماعات التابعة لها ومن ضمنها جيش العزة على أجزاء كبيرة من أراضي ريف حماة الشمالي وحلب الغربي وإدلب الجنوبي.
تغييرات الوضع داخل منطقة خفض التصعيد بإدلب خلال 4 أشهر بعد توقيع المذكرة
أعلن مسلحو هيئة تحرير الشام عن رفض مراعاة شروط اتفاق سوتشي. وبالتالي في هذه الظروف تكون مراعاة شروط هذا الاتفاق من قبل أردوغان أقل احتمالا مما كانت في خريف 2018.
في هذا الصدد يبدو تصريح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو من تأريخ 14 يناير 2019 حول هجمات هيئة تحرير الشام في إدلب غريباً وسخيفاً. وصرح جاويش أوغلو بأن الفصائل المتطرفة مستاءة من التدابير المتخذة في إدلب، وتهاجم المعارضة المعتدلة هناك. من جانب، يشبه تصريحه حقيقا ولكن غالى الوزير التركي في تقدير حجم التدابير المتخذة من قبل أنقرة (أنظر خرائط تغييرات الوضع في منطقة خفض التصعيد بإدلب).
حاول جاويش أوغلو تصحيح تصريحه ولكن الوزير التركي اتهام حكومة بشار الأسد بنقل مسلحين من جميع أنحاء سورية إلى إدلب من أجل تشكيل بؤرة للإرهاب. وتبدو كلماته مضحكة جداً حينما إرهابيو هيئة تحرير الشام فرضوا السيطرة على المحافظة بأكملها تقريبا. لماذا ناسبت بؤرة للإرهاب التي كانت المملوءة بالفصائل الموالية لتركيا أنقرة سابقا ؟
هل جرت عملية إقامة سلطة المتطرفين في إدلب تحت ستار الموافقة الصامتة لأنقرة؟
لعبت هزيمة مقاتلي حركة “نور الدين الزنكي” وتنازلات من قبل جماعة “أحرار الشام” وحل شرطة إدلب الحرة (هي فرع تنظيم القاعدة في سورية) دورا حاسما في تغيير توازن القوى في محافظة إدلب.
تجدر الإشارة إلى أن اعترف جيش الأحرار التابع للجبهة الوطنية للتحرير بحكومة الإنقاذ التي أقامتها هيئة تحرير الشام. وافق قادة جيش الأحرار على تسليم مواقعهم على طول الحدود السورية التركية ونقاط وحواجز على خط التماس بالقوات الحكومية السورية إلى مقاتلي الهيئة.
بالإضافة إلى ذلك استولى مقاتلو هيئة تحرير الشام في أوائل يناير مواقع الجبهة الوطنية للتحرير الموالية لتركيا بالسهولة. نتيجة لذلك تم توقيع اتفاق الهدنة الذي يفترض تسليم أراضي الجبهة تحت رئاسة حكومة الإنقاذ. ثم وقفت المؤسسات الطبية في إدلب عملها بسبب تعليق التمويل والإمدادات الطبية من قبل دول الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية. وبالتالي أصبح الوضع في محافظة إدلب مشابه للكارثة الإنسانية.
وكذلك وافق قادة الجبهة الوطنية للتحرير وهيئة تحرير الشام على نقل 1700 مسلح الجبهة من سهل الغاب إلى عفرين.
المفاوضات حول نقل مسلحي الجبهة الوطنية للتحرير
وقامت الجماعات المسلحة الأخرى بتوقيع الاتفاق مع هيئة تحرير الشام حول تسليم أراضيها إلى “حكومة الانقاذ” التابعة للهيئة بدون أية المقاومة وانضمت فصائل المعارضة إلى صفوف الإرهابيين. بعد ذلك تمت زيادة مستوى التطرف عدة مرات وتم بذل كل الجهود لفصل المعارضة المعتدلة عن تلك المتطرفة.
في نفس الوقت يؤكد عدم النشاط من قبل تركيا والمقاومة الضعيفة للجماعات الموالية لها عن تورط المخابرات التركية في تعزيز نفوذ هيئة تحرير الشام في إدلب. يؤكد بيان زعيم الإرهابيين أبو محمد الجولاني هذه الحقيقة وقال إنه يدعم خطط تركيا للقيام بالعملية العسكرية ضد الأكراد شمال شرق سورية.
قواعد هيئة تحرير الشام في الأراضي المحتلة
وفقا لتصريحات ممثلي الجماعات الأخرى عطلت أغلبية موظفي شرطة إدلب الحرة عن العمل ولا يوجد أحد لمكافحة الفساد والسرقة والقتل والنهب (تعتبر هذه المؤشرات عالية جدا في إدلب بنسبة المحافظات السورية الأخرى).
وتحفظ الآن دوريات الشرطة الإسلامية المتألفة من مقاتلي هيئة التحرير الشام الأمن في إدلب بدلاً من شرطة إدلب الحرة.
يؤدي نشاط السلطات الجديدة تحت ذريعة مكافحة داعش إلى الاعتقالات غير الشرعية و”التحقيقات الفورية” والإعدامات الجماعية وقتل النشطاء، خطف السكان للحصول على المبالغ المالية، والهجمات الإرهابية وإطلاق النار العشوائي في الشوارع. في نفس الوقت، تشبه هذه الأعمال ليس لتأمين الأمن لأهالي إدلب فحسب بل محاولة التخلص من المنافسين وإقامة سلطة المتطرفين في المنطقة.
يتحول أهالي المحافظة إلى رهائن الجولاني والجماعات الموالية لتنظيم القاعدة. وتمكنت الجماعة المتطرفة من انضمام إلى صفوف الثوار السوريين وفي النهاية رئاستهم.
انفجار السيارة المفخخة في حاجز هيئة تحرير الشام بمدينة إدلب
من الممكن أن بهذا سبب لا يعجب التسجيل الصوتي للحوار بين إرهابيي هيئة تحرير الشام الذين ناقشا اختطاف الرجل الغني من مدينة سراقب. وخلال اختطافه ماتت امرأة وأصيب الطفل. وفقا للتسجيل الصوتي شارك قائد الهيئة بملقب أبو أحمد في عملية الاختطاف واقترح اتهام الخلية التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في إدلب بقتل الامرأة عبر وسائل الإعلام تابعة لداعش.
إعدام جماعي بأيدي إرهابيي الهيئة بحق 12 شخصا بتهمة علاقاتهم مع تنظيم الدولة الإسلامية وتنفيذ التفجير في 18 يناير العام الجاري
يخوف أهالي إدلب على حياتهم وحياة أقاربهم لأنه تمت زيادة عدد الاختطافات من قبل مقاتلي الهيئة. ولذلك يتخذ السكان محاولات المقاومة للتطرف.
تفجير امرأة انتحارية نفسها بمقرّ رئيس الوزراء لحكومة الانقاذ بإدلب
هل تناسب تجارة الأسلحة لطلبات المذكرة؟
بالإضافة إلى القمع ضد أهالي إدلب، نظّم مسلحو هيئة تحرير الشام تجارة الأسلحة في المحافظة.
تعرض محلات الأسلحة غير الشرعية بنادق بالسعر 600 دولار على وحدتها ومن بينها توجد أنواع الأسلحة بسعر رخيص بما فيها بندقية قناصة مشابهة لبندقية رومانية (PSL DMR) مزودة بجهاز التسديد البصري.
أنواع البنادق في السوق السوداء بإدلب
من الممكن شراء الحزام الناسف في السوق السوداء بإدلب. نشر المستخدم الإعلان عن بيع الحزام الناسف المتألف من 4 كغ متفجرات من مادة C4 والمتفجر السوفياتي القديم. كذلك يوجد الإعلان عن بندقية “موسين” المصنوعة يدويا.
الحزام الناسف و بندقية “موسين” المصنوعة يدويا
تؤكد هذه العوامل أنه تم توسيع منطقة النفوذ لهيئة تحرير الشام في محافظة إدلب كثير المرات. نظرا لذلك تخرق تركيا البند الرقم 10 للمذكرة والذي يلتزمها لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره في سورية.
إغلاق الطرق وعدم تنفيذ بند الرقم 8 للمذكرة
لا يمكن تركيا تنفيذ بند الرقم 8 للمذكرة والذي ينص استئناف المرور على الطرق M4 (حلب – اللاذقية) وM5 (حلب – حماة) بسبب توسع نفوذ خلية تنظيم القاعدة في سورية.
ومن الجدير بالذكر أن قام مسلحو هيئة تحرير الشام بإغلاق الطريق عفرين – إدلب في أواخر يناير وأوضحوا هذا القرار بالتسلل المزعوم لعناصر داعش إلى المحافظة.
غلق إرهابيو هيئة تحرير الشام جميع الطرق الأساسية من ريف حلب الشمالي إلى إدلب منذ 29 يناير العام الجاري.
غلق الطرق باستخدام الحواجز الترابية
أصبح دخول السيارات إلى إدلب المدفوع على أساس التصريح وحدد إرهابيو هيئة تحرير الشام مبلغ 100 دولار لسيارة واحدة.
الطرق M4 (حلب – اللاذقية) وM5 (حلب – حماة) تحت سيطرة هيئة تحرير الشام
ويعتبر الوضع في مجال المواد الغذائية صعباً أيضاً. أدى الاستيلاء على الطريق إلى معبر باب الهوى الحدودي بين سورية وتركيا إلى زيادة أسعار السلع الاستهلاكية والمنتجات الغذائية في جميع أنحاء إدلب. قالت صحيفة غارديان البريطانية إن أهالي ريف إدلب خائفين المشاكل المتعلقة بنقص المال لشراء الطعام والوقود لتدفئة منازلهم. ويعتبر هذا الأمر صعبا في ظروف عدم وجود وظائف وإمكانية لحصول على الحد الأدنى للراتب.
في الوضع الحالي تعتبر دعوة مجلس الاتحاد الأوروبي لضمان توريد المساعدات الإنسانية إلى إدلب دون عوائق مهماً جداً. مع ذلك كان على تركيا كدولة ضامنة إقامة الظروف الملائمة.
وبالتالي يمكن القول إن أردوغان لم يستطع تحقيق البند الآخر في إطار اتفاقيات سوتشي والذي ينص استئناف مرور على المحورين الرئيسيين. لكن بعد توقيع المذكرة مسألة المرور قد تفاقمت. بالطبع يمكن موسكو وطهران ودمشق طرح مزاعم لأردوغان.
مسألة المنطقة منزوعة السلاح
تجدر الإشارة إلى أن تنص بندان الرقم 5 و 6 للمذكرة إزالة جميع الجماعات الإرهابية المتطرفة من المنطقة منزوعة السلاح بحلول 15 أكتوبر 2018 وسحب جميع الدبابات وراجمات الصواريخ والمدفعية ومدافع الهاون بحلول 10 أكتوبر 2018. وفشلت تركيا في تحقيق هذه الالتزامات أيضاً.
يتعزّز إرهابيو هيئة تحرير الشام مواقعهم ويقصفون المدن والقرى يوميا ويتركّزون قوى بقرب من خط التماس.
الآن يسيطر الإرهابيون معظم المنطقة منزوعة السلاح في ريف إدلب. وأفاد نشطاء محليون في مواقع التواصل الاجتماعي أن المتطرفين احتلوا حوالي 70 بالمائة من الأراضي ويواصلون قصف مواقع الجيش السوري والمدن والقرى.
فيستمر القصف المدفعي بقرب من بلدة التح جنوب إدلب ولذلك يبدو أن القوات المسلحة التركية قد انتهكت التزاماتها المحددة في المذكرة لأنها لم تؤمن إزالة المسلحين من المحافظة في الموعد المعين.
تجري اشتباكات عنيفة بين الفصائل المتطرفة والجيش السوري شمال غرب حلب. فنجحت القوات الحكومية مؤخراً في صد هجوم هيئة تحرير الشام على بلدة أبو الظهور في ريف إدلب.
وأكدت مصادر في صفوف القوات المسلحة السورية أن المسلحين استخدموا الأسلحة الكيميائية المحظورة ونتيجة لذلك تم نقل الجنديين إلى المستشفى.
هل سيتم استخدام الأسلحة الكيميائية؟
قد ظهرت المعلومات أن قادة الإرهابيين يحضّرون الاستفزازات الكيميائية على وشك هجومهم الجديد. قام المسلحون بتجهيز العديد من المستودعات لتخزين المواد السامة في 30 بلدة بالقرب من منطقة خفض التصعيد في ريف إدلب بدعم من طرف خبراء أجانب وصلوا داخل سورية من أوروبا عبر الأراضي التركية.
فيعتبر تفاقم الوضع في إدلب بأيدي نشطاء الخوذ البيضاء تأكيداً لذلك. تم كشف عن نشاط ممثلي الدفاع المدني في إدلب في الآونة الأخيرة. وأكّد الأهالي ظهور الخوذ البيضاء في مدينة معرة النعمان مباشرة بعد أن احتلتها هيئة تحرير الشام. بالإضافة إلى ذلك تم استعداد الأجهزة لتصوير الهجوم الكيميائي المزعوم في بعض مستشفيات إدلب من قبل الخوذ البيضاء.
تنظيم التماسك القتالي للمقاتلين المتطرفين
تم تشكيل جسم عسكري موحد في محافظة إدلب تحت إشراف هيئة تحرير الشام ويُطلق عليه اسم “المجلس العسكري” الذي يضم غرفة العمليات التي تقود جميع الفصائل والتشكيلات العسكرية فيما بينها الجماعات المعارضة السابقة مثل الفرقة الأولى الساحلية وجيش العزة وصقور الشام والأخرى.
تمارين القتال لمسلحي جيش أبي بكر الصديق التابع لهيئة تحرير الشام
ويقوم الإرهابيون بتشكيل فصائل الاقتحام المزودة بالدبابات والمدفعية في اتجاهات حلب، حماة، اللاذقية. تنظّم هيئة تحرير الشام تجنيد المرتزقة وتدريبهم وتماسكهم بشكل دائم من أجل زيادة القدرات. ويتم فرض التجنيد الإجباري على شباب تتراوح أعمارهم بين 15 و 22 عاما. كل ذلك كان يمرّ على مرأى الجيش التركي الذي لا يتخذ أية خطوات من أجل منع تفاقم الأوضاع. هكذا يُفقد المصداقية لدى فكر إنشاء المنطقة منزوعة السلاح وتسوية الوضع في محافظة إدلب بوسائل دبلوماسية.
بالإضافة إلى ذلك تم كشف عن نشاط “ملحمة تاكتيكال” أول شركة أمن جهادية تقوم بتدريب عناصر الجماعات الإرهابية على حمل السلاح في المناطق تحت سيطرة هيئة تحرير الشام التي تدفع المال لتنظيم هذه التدريبات. وتدرّب “ملحمة تاكتيكال” مسلحين في اختصاصات مختلفة مثل رماة الرشاش و القناصة.
شركة أمن جهادية “ملحمة تاكتيكال”
قيادي في “ملحمة تاكتيكال”
علاوة على ذلك تنجم “ملحمة تاكتيكال” في جمع الأموال عبر مواقع التواصل الاجتماعي. تفاصيل عن نشاط شركة الأمن الجهادية في مقال مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية.
ما هو موقف تركيا؟
لا يجوز القول إن تركيا لا تمتلك المعلومات الكافية لتحقيق التزاماتها في اطار اتفاقيات إدلب. وجدير بالذكر أن تظل بعض الفصائل المسلحة موالية لأنقرة.
كذلك تواصل تركيا نشاطها في شمال سورية وتنظّم في سماء إدلب استطلاع أراضي المحافظة عن طريق التصوير الجوي باستخدام الطائرات المسيرة.
الطائرة المسيرة التركية من طراز Bayraktar TB2 19/01/2019
الطائرة المسيرة التركية فوق محافظة إدلب 22/01/2019
من الواضح أن تركيا تمتلك استراتيجية خاصة بها لتطوير الأوضاع في منطقة خفض التصعيد بإدلب والتي من المحتمل تخالف المذكرة.
قال المبعوث الأمريكي الخاص للتحالف الدولي لمكافحة داعش، بريت ماكغورك، إن تركيا تدعم الجماعات المعارضة المتعددة وتخلق لها الظروف المواتية. فوصّف محافظة إدلب كمنطقة النفوذ التركي التي تغلب فيها الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وأردف ماكغورك بالقول إن جميع معابر على الحدود التركية السورية تعمل تحت إشراف تنظيم القاعدة ويعتبر ذلك مشكلة خطيرة تواجهها قضية إدلب.
هل العملية العسكرية في إدلب أمر واقعي؟
وينتظر اللاعبون السياسيون تحقيق التزامات تركيا في إطار اتفاقيات إدلب والتي لن تتمكن من تحقيقها لأنه تسيطر هيئة تحرير الشام على غالبية أراضي المحافظة. قد ترغب أنقرة سيناريو تبادل الأراضي مثل ما كان في عفرين. وتركيا مستعدة لعدم عرقلة الجيش العربي السوري لتطهير إدلب مقابل تنفيذ العملية العسكرية المحدودة ضد الأكراد شمال سورية.
من المرجح أن يُحقق سيناريو العملية العسكرية المشتركة وخلالها تقوم تشكيلات موالية لتركيا بهجوم من شمال المحافظة (المنطقة الحدودية) والقوات السورية الإيرانية تتقدم من مواقعها على طول حد منطقة خفض التصعيد.
مهما يحدث، فيجب على تركيا تحمّل مسؤولية عن إفشال اتفاقيات في إطار المذكرة المشتركة. بالإضافة إلى ذلك يعرض الوضع الحالي تقاعس وعجز الطرف التركي في سحب الأسلحة الثقيلة وإزالة مقاتلي الفصائل الإرهابية والمتطرفة من إدلب. وحينما يغض الزعيم التركي الطرف عن الأحداث في المحافظة فيزداد الوضع خطورة.
فراس ساموري