أسئلة مُلحّة من وحي القصف
د. فاتح عبدالسلام
يتساءل كثير من المراقبين، هل انّ عمليات قصف القواعد العراقية التي تضم جنوداً أمريكيين أو من دونهم أحياناً، ستستمر الى مغادرة آخر جندي امريكي، وهل سيكتفي القاصرون بذلك ام انهم سيطالبون بمغادرة السفارة الامريكية برمتها من البلد؟ وما الذي يمكن أن يمنعهم عن فعل ذلك؟ ويأتي سؤال لاحق، هو هل حقاً انّ السلطات الامنية والرصد الامريكي الجوي في مكان لا يتيح لهم كشف الجهات التي تقصف وباتت لا تعلن عن مسؤوليتها منذ عدة شهور؟ ويبرز سؤال آخر، هو ما الموقف لدى الجهات القاصفة إذا أسفرت المفاوضات النووية بين إيران وأوروبا والولايات المتحدة عن نتائج ايجابية، وعادت الامور الى نصابها في الاتفاق النووي المبرم في العام ٢٠١٥، وتدفقت الاموال المجمدة وعادت التحويلات المالية الايرانية تتحرك من دون عقوبات امريكية؟ هل سيبقى القاصفون يصرون على مطالبهم في خروج الامريكان المتفق على وجودهم من قبل الحكومة العراقية؟ وماذا لو طلبت واشنطن من طهران أن تتدخل لمنع أي قصف ضد مصالحها في العراق؟ مَن سيلتزم بالقرار الايراني ومَن سيتمرد عليه؟ عندما يكون هناك قصف حر مستمر غير مسيطر عليه على مطار بغداد الدولي أو مطار أربيل أو القواعد الجوية، ولا توجد اجراءات حكومية حاسمة في التصدي لهذا الملف كونه يتعارض مع المصالح العليا للبلاد، فإنّ الاحتمالات لا حدود لها كما انها مشاعة لتكون في مرمى رؤى الجميع وتكون كل الاسئلة واردة في النظر الى حالة غير مسيطر عليها في ظاهرها ، لكن اسئلة كثير من العراقيين ، لا ترى تناقضاً بين الجهات القاصفة والجهة المعترضة على القصف، من باب ان الاسئلة من حق الجميع استناداً الى وقائع محيرة ومتعددة الجوانب تختلط فيها الدولة باللادولة والقانون باللاقانون والمسؤول الحكومي بآخر مرتبط بأكثر من أجندة. وبعد ذلك يظهر سؤال آخر هو ماذا لو انهارت المفاوضات الامريكية الايرانية في فيينا، وانقطعت الشعرة التي تتعلق بها كل الملفات، ليكون الانهيار الكامل لكل حدود ضبط النفس، وقررت القوات الامريكية الرد على الجهات التي تعتقد انها مسؤولة عن قصف جنودها وسفارتها ومصالحها داخل العراق وليس خارجه؟ يا تُرى اين سيتجه البلد في تلك الساعة؟