أزمة الكوريتين.. لقاءات تاريخية لم تخمد بركان السبعة عقود

وصلت العلاقات بين الكوريتين إلى طريق مسدود رغم عقد ثلاثة لقاءات قمة في عام 2018 بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، ضمن مساع لإذابة الجليد بين الجارتين منذ حرب .

وفي الآونة الأخيرة، شكلت كوريا الجنوبية هدفا لسلسلة تصريحات غاضبة صادرة عن كوريا الشمالية التي تتهم سيؤول بالسماح لمنشقين بإصدار منشورات تنتقد الزعيم كيم جونج أون انطلاقاً من أراضيها.

وبعد أيام على تصعيد كوريا الشمالية من لهجتها إزاء جارتها الجنوبية، أقدمت الأولى، اليوم الثلاثاء، على تفجير مكتب الارتباط المشترك بين البلدين.

وبعد آمال من انفراجة شهدها البلدان في 2018، تمر العلاقات بين الكوريتين في مأزق منذ انهيار القمة الثانية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكيم في هانوي في فبراير/شباط 2019 بعد الخلاف بشأن التنازلات التي تعتزم واشنطن تقديمها لبيونج يانج مقابل اتخاذها لإجراءات نزع السلاح النووي.

ومنذ وصول كيم إلى الحكم في أواخر عام 2011، إثر وفاة والده، عمد إلى تسريع وتيرة تطوير برامج كوريا الشمالية النووية والبالستية، وقد بلغ التوتر في شبه الجزيرة ذروته.

ففي عام 2017، أجرت بيونج يانج تجربتها النووية الأقوى حتى الآن، واختبرت صواريخ بالستية عابرة للقارات قادرة على بلوغ الأراضي الأمريكية.

لكن منذ أن أعلن كيم جونج أون مشاركة بلاده في الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونج تشانج في الجنوب، شهدت الكوريتان تقارباً كبيراً تلاه عقد 3 لقاءات بين زعيمي البلدين لم تشفع في إنهاء الأزمة.

الأول

وجمع لقاء تاريخي في أبريل/نيسان 2018 زعيمي الكوريتين، كخطوة أولى نحو السلام بين الكوريتين الشمالية والجنوبية.

وضع كلا من الزعيم الشمالى كيم جونج أون ونظيره الجنوبى مون جاى-إن أهدافا جزئية نحو تحقيق السلام النهائى، حيث اتفق قادة كوريا الشمالية والجنوبية، على العمل على إزالة جميع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية.

وأمام كاميرات وسائل الإعلام كان جونج أون أول زعيم كورى مالى يتجاوز الحاجز الخرسانى فى المنطقة المنزوعة السلاح بين البلدين، منذ الحرب الكاريثية قبل سبعة عقود، ليمسك بيد الرئيس الجنوبي ويتجاوزا معا مرة أخرى الحاجز نحو الشمال.

الثاني

26 مايو/ أيار 2018، نشرت رئاسة كوريا الجنوبية صورا قالت إنها تظهر الرئيس الكوري الجنوبي، مون جاي ان وزعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون في لقاء ثان جمعهما.

وبينت الرئاسة الكورية الجنوبية أن اللقاء جرى في المنطقة منزوعة السلاح على الحدود بين البلدين.

 وتناول اللقاء “تبادل آراء” من بين عدة قضايا أخرى حول المضي قدما بالعلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية في القمة المرتقبة بين الجانبين.

الثالث

في سبتمبر/أيلول 2018، زار الزعيم الكوري الشمالي ورئيس كوريا الجنوبية جبل بايكتو، مهد الأمة الكورية، تعبيراً عن الوحدة بعد الدفع الجديد الذي أعطته القمة بين الجارتين للمفاوضات بين بيونج يانج وواشنطن.

ويعتبر الجبل الذي يبلغ ارتفاعه 2744 متراً، مقدساً بالنسبة لجميع الكوريين إذ يعرف بأنه مكان ولادة دانغون، المؤسس الأسطوري للمملكة الكورية.

فتور بالعلاقات

وفي مايو/ أيار الماضي، تبادلت الكوريتان إطلاق النار حول موقع حراسة تابع للجنوب، مما أثار التوتر بعد يوم من إنهاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون فترة غياب استمرت ثلاثة أسابيع بظهوره في وسائل الإعلام الرسمية خلال زيارة لأحد المصانع.

وقالت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية في بيان إن عدة طلقات نارية أطلقت من كوريا الشمالية تجاه موقع حراسة في كوريا الجنوبية على الحدود.

وأضافت أن كوريا الجنوبية ردت بإطلاق رصاصتين باتجاه كوريا الشمالية ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.

توتر يزداد

واشتعل توتر مرة أخرى بين البلدين الجارين ما زاد من مخاوف نكسة أخرى وسط توقف محادثات لكبح جماح برامج بيونج يانج النووية والصاروخية.

التوتر جاء إثر طلب بيونج يانج من سيؤول وقف منشورات تتضمن انتقادات لأداء زعيم كوريا الشمالية كيم جون أون، في مجال حقوق الإنسان أو طموحاته النووية التي غالبا ما تعلق على بالونات أو توضع في زجاجات تُلقى في النهر الحدودي.

وكان المكتب الرئاسي للجنة الدائمة لمجلس الأمن الوطني في كوريا الجنوبية، عقد الأحد، اجتماعاً طارئاً، على خلفية تصريحات شقيقة زعيم كوريا الشمالية، النائبة الأولى لرئيس اللجنة المركزية لحزب العمال الكوري، كيم يو- جونغ، التي وصلت إلى قطع العلاقات واستخدام العمل العسكري.

وجاء هذا الاجتماع الطارئ بعد أن وجهت كيم يو- جونج، شقيقة زعيم كوريا الشمالية، النائبة الأولى لرئيس اللجنة المركزية لحزب العمال الكوري الحاكم، السبت، انتقادات لاذعة إلى كوريا الجنوبية قائلةً “يبدو أن الوقت قد حان للقطيعة مع الكوريين الجنوبيين”، مؤكدةً أن “الوقت المقبل سيكون مؤسفاً للغاية ومؤلماً بالنسبة لكوريا الجنوبية”.

كما أصدرت تحذيرا عبر الوكالة الرسمية، بأن بلادها ستُلغي الاتفاقية العسكرية المشتركة الموقعة عام 2018 مع كوريا الجنوبية، في حال لم تكف الأخيرة عن دعم توزيع المنشقين الكوريين الشماليين لمناشير تحمل “معلومات مضللة”.

وأوكلت كوريا الشمالية إلى جيشها اتخاذ خطوات انتقامية من جارتها الجنوبية.

وقالت شقيقة الزعيم الكوري الشمالي إنها وجهت الجهات المعنية بالشأن الكوري الجنوبي باتخاذ خطوات حاسمة “بالقوة التي منحها القائد الأعلى”، وأشارت إلى أن الخطوة القادمة تجاه سيول ستوكل لرئيس هيئة أركان الجيش الكوري الشمالي.

قبل أن تعلن اليوم وزارة التوحيد في كوريا الجنوبية، أن سيئول فجرت مكتب الارتباط الواقع في مدينة كايسونج الحدودية

الاولى نيوز – متابعة