أردوغان يفر من مخاوفه داخليا بوهم التوسع خارجيا
ما زال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعاني هواجس الإطاحة به من السلطة ما دفعه داخليا لشن حملة اعتقالات غير محددة بسقف زمني أو عددي في صفوف الجيش والمعارضة تحت مظلة محاولة الانقلاب في 2016، وخارجيا اتبع سياسة توسعية عدوانية تجاه عدة دول في مقدمتها ليبيا وسوريا والعراق.
هكذا قرأت صحيفة “إندبندنت” البريطانية المشهد التركي في تقرير لها اليوم الخميس سلطت فيه الضوء على سياسات أردوغان الداخلية وربطها بتحركاته الخارجية في عدة دول بالمنطقة والتي تشهد غالبيتها صراعات على السلطة.
وقالت الصحيفة إن حملة الاعتقالات والإقالات التي طالت صفوف الجيش التركي كانت تستهدف إعادة ترتيب دوره في الحياة السياسية.
والآن، وبعد ما زعمه أردوغان من “تطهير” تلك القوات من أتباع جماعة فتح الله غولن ومعارضيه الآخرين، يضطلع الرئيس التركي الآن بمهمة إعادة تشكيل الجيش وفق رؤيته الخاصة.
وخلال الآونة الأخيرة، سمح الرئيس التركي للحلفاء الإسلاميين من حزبه العدالة والتنمية بتشديد قبضتهم على المناصب العسكرية الحساسة، حيث لم يكن “التطهير” يستهدف تهميش الضباط من أصحاب التوجهات السياسية المختلفة فحسب، ولكن أيضًا محاولة لأن يصل التيار الإسلامي للجيش أيضًا.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن شدة هذا الخوف العسكري المدني المشترك ساعد في تشكيل سياسة التوسعية التركية بالخارج، وهذا واضح جدًا في الحرب الأهلية الليبية المستمرة، ودعم الجيش التركي لحكومة طرابلس.
وإلى جانب ذلك، جاء إطلاق أنقرة عملية “مخلب النمر”، صباح الأربعاء، ضد معاقل حزب العمال الكردستاني شمالي العراق، التي يراها كثيرون على أنها غزو لدولة مجاورة لتركيا.
وهذه العملية هي ثالث توغل عسكري لأردوغان خارج تركيا ضد الأكراد وحدهم منذ 2016، وبعد شهر واحد من محاولة الانقلاب، أمر أردوغان قواته بعبور الحدود السورية في إطار “عملية درع الفرات”؛ بزعم إخراج تنظيم داعش الإرهابي والأكراد والسيطرة عليها.
وعام 2018، أمر أردوغان بعملية “غصن الزيتون” ضد وحدات حماية الشعب الكردية، التي لعبت دورًا رئيسيًا في دحر داعش من شمالي سوريا، ثم أعقبها عملية أخرى في إدلب في وقت سابق من العام الجاري؛ لمنع الجيش السوري من إعادة السيطرة على المدينة.
وبالإضافة إلى ذلك، أرسل أردوغان مستشارين عسكريين ومرتزقة إلى ليبيا، وأسس قواعد عسكرية في أفغانستان، وقطر، والصومال، ولايزال يتنافس على مواقع عسكرية في السودان وتونس.
ورأت “إندبندنت” خلال تقريرها أن الدفع بالجيش في الصراعات الخارجية يحمل عدد من المميزات لأردوغان، من بينها أنه يمكنه من مواصلة قبضته الحديدية على قواته؛ حيث إن هذا الشعور بالاستقلالية سيجعل أولئك الموجودين بالجيش يفكرون مرتين قبل الإقدام على فعل شيء ضد رئيسهم.
كما يعني – بحسب الصحيفة البريطانية- تقوية موقفه فيما يتعلق بالمجتمع الدولي من خلال تعزيز صورة الرجل القوي التي يعشقها، ويمكن قول الشيء نفسه داخليًا، حيث سيبدو قويًا أمام الناخبين، مما يعني أنه ليس عليه القلق حيال الانتخابات قبل 2023.
الأولى نيوز – متابعة