مقالات

أحزاب العراق تتصارع للفوز برضا «ملالي» إيران

يتعرض العراق لظروف استثنائية مع التطورات التي عصفت به منذ عدة أشهر، مع انطلاق التظاهرات الشعبية ضد السلطات وأحزاب وإيران وميليشياتها، في وقت تستهدف فيه ميليشيات نظام طهران، قوات التحالف الدولي بعدة هجمات كان آخرها بقاعدة التاجي التي قتل وأصيب فيها نحو عشرين جنديا ما بين أجنبي وعراقي.» منصات كاتيوشا.

وأعلنت قيادة عمليات بغداد، السبت، العثور على مكان إطلاق صواريخ كاتيوشا التي استهدفت معسكر التاج،ي حيث توجد قوات للتحالف بقيادة الولايات المتحدة شمالي بغداد، فيما قالت: إن 33 صاروخا أُطلقت على القاعدة وأدت إلى إصابة عدد من منتسبي الدفاع الجوي، وإن حالتهم حرجة جدا.وقال الجيش: إن قواته عثرت على سبع منصات تم إطلاق الصواريخ منها داخل مرأب في منطقة أبو عظام قرب التاجي شمالي العاصمة بغداد، ووجدت فيها 24 صاروخا جاهزة للإطلاق، حيث عملت على إبطال مفعولها.وطالب الجيش جميع القوات الأجنبية بسرعة الانسحاب وفق قرار البرلمان.وجاء القصف بعد إعلان التحالف الدولي لمحاربة داعش، الذي تقوده واشنطن يوم الأربعاء الماضي، مقتل ثلاثة من قواته في هجوم صاروخي على قاعدة التاجي العسكرية شمالي العاصمة العراقية بغداد.وقالت القيادة المركزية الأمريكية، في بيان: إن الهجوم أسفر أيضا عن إصابة نحو 12 من قوات التحالف.» رضا إيرانوسياسيا، بعد سقوط حكومة عبدالمهدي وانسحاب علاوي، باتت الأحزاب والكتل السياسية تتصارع؛ من أجل الفوز بثقة إيران، فكل حزب يحاول أن ينال رضا إيران عبر تهديد المصالح الأمريكية هناك، أو عبر إفشال أي محاولة لاختيار مرشح وطني لرئاسة الحكومة.وقال السفير العراقي السابق د.غازي فيصل لـ/الأولى نيوز/ : إن هذا الصراع يمكن تفسيره عبر تعدد مراكز القرار السياسي في العراق، وارتباطها بمراكز مختلفة للقوى العسكرية الميليشياوية، لافتاً أن سبب هذا التعدد الخطير الذي يعصف بالنظام السياسي التدخل الواسع لدولة ولاية الفقيه في العراق.وأوضح أن هدف إيران الإستراتيجي هو توسيع دولة ولاية الفقيه عبر «فيلق القدس» المسؤول عن العمليات الخارجية للحرس، موضحاً أنها تعمل على استمرار الفوضى؛ لكي تضمن أن يكون هناك دور للميليشيات المرتبطة بالإستراتيجية الإيرانية للاستحواذ التدريجي على الحكم والسلطة والحياة الاقتصادية وتهريب النفط.وأردف قائلا: يتم تهريب أكثر من 300 ألف برميل نفط يوميا من البصرة لصالح الاستخبارات الإيرانية والأحزاب العراقية والميليشيات، وسرقة أكثر من 17 مليار دولار من نفط مجنون لصالح إيران.وأشار د.فيصل إلى أن الدور الإيراني ضعف كثيرا في العراق بعد مقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، حيث فقدت إيران مركز صنع القرار وقيادة ميليشياتها، مما أنشأ صراعا بين من يقود هذه القوى.» صراع الداخلمن جانبه، أوضح أستاذ العلوم السياسية د.مهند الجنابي، أن هناك صراعا جوهريا بين الأحزاب السياسية في الداخل العراقي على من يكون رجل إيران للسيطرة على العراق؛ لأن من يظفر برضا طهران سوف يجعلها تضغط على الداخل وعلى الأطراف الموالية لها بطاعة أوامره، وحينها يستطيع الحزب تمرير مصالحه الخاصة وفرض سيطرته على المحافظات خارج إطار الدولة.وأضاف الجنابي: إن المنافسة قائمة بشكل قوي بين مقتدى الصدر وجماعة أكرم الكعبي وكتائب حزب الله، لمن يحل محل سليماني، بشرط أن ينهي المظاهرات ويضعف الثورة، فيكون هو المسيطر الأول في البلاد، ويزيد: إن الصدر لا يقبل أن يتولى هذه السلطة طرف كان تحت حكمة في السابق كعصائب أهل الحق والنجباء مثلاً؛ لأن ذلك يمس كبرياءه من جانب نفسي.واستكمل د.الجنابي حديثه لـ/الأولى نيوز/ قائلا: إن إيران لديها أجنحة «معتمدة» موجودة في داخل المؤسسة الرسمية، مسؤوليتها ضمان أن تكون الحكومة والتوجه العراقي مواليين لها، مضيفا: في حال فشلت، تستند إيران إلى الجانب الآخر المتمثل في الأطراف غير الرسمية والجماعات المسلحة في التصعيد، كما فعلت حين اتهمت كتائب حزب الله رئيس المخابرات العراقي بالتنسيق مع واشنطن لاغتيال سليماني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى