أبو النفاخات المفقعّة الكاظمي الدونكيشوتي..على الفاضي
بقلم مهدي قاسم
اكتسب المرشح السابق السيد محمد توفيق علاوي لتشكيل حكومة عراقية في العام الماضي شيئا من احترام الشارع العراقي بسبب رفضه لمهمة التشكيل ، بعد اجتماعات ومفاوضات أجرها طيلة شهر كامل مع الأحزاب والتكتلات النيابية بخصوص شروطه حول استقلالية الحكومة القادمة في قراراتها الإصلاحية على صعيد التنمية الاقتصادية ، وبرنامج التطوير والتحديث و تحسين الخدمات و مكافحة الفساد وتلبية مطالب المتظاهرين وغير ذلك أيضا من مستلزمات و شروط الإصلاح الشاملة ــ طبعا وفقا لرؤيته الإصلاحية ــ ففي النهاية قرر الانسحاب محترما نفسه أمام الشارع العراقي ، إذ ربما انسحب لشعوره و قناعته بأن هذه الأحزاب والتكتلات سوف لن يسمحوا له أن يكون أكثر من مجرد ” ناطور خضرة في البستان ” بينما هم يبقون ضباعا كاسرة ينهشون بلحم العراق ــ ، ليكون هو مجرد شاهد عيان عاجز عن أي تغيير ، وكذلك مشاركا ــ أن شاء أم أبى ــ في مظاهر الظلم والخراب والفساد الكبير الذي يمارسه الإسلاميون وميليشياتهم طغيانا و استهتارا ..و كان يُفترض بمصطفى الكاظمي أن يقدم على نفس الخطوة ، أي أن يرفض عملية الترشيح في حالة رفض أو عدم التزام بتصوراته الأمنية والإصلاحية المنشودة ــ هذا أن وجُدت عنده إطلاقا ــ بالأحرى أن يستقيل في حالة عدم الالتزام بالاتفاق المبرم مع هذه الأحزاب والتكتلات الطائفية والمحاصصتية و المافياوية ، بعدما يكون قد وقف صريحا أمام الشارع العراقي ويقول الحقائق بحذافيرها ، ولكنه لم يفعل ، بالرغم من تهديده مرارا من قبل قادة ميليشيات ، بل و تحديه علنا في الشارع في استعراضات عضلات القوة المدججة بالعدوانية لمرات عديدة ..فقد استمرت مظاهر الفساد و عمليات اغتيال المتظاهرين والناشطين السياسيين المعارضين حتى هذه اللحظة ، بل لتأخذ طابعا نوعيا أخطر ، متوّجة بعمليات اغتيال ضباط وقادة أمنيين كبارا في جهاز الأمن الوطني العراقي و كذلك بعض قادة الجيش ،أي اغتيال عناصر نفس الجهاز الذي كان الكاظمي رئيسه لفترة طويلة.!..فتصورا حجم التحدي والاستهتار والاستخفاف به شخصيا بحكومته الكرتونية ! ..ففي المحصلة النهائية فهو لم يفعل أكثر من إطلاق تهديدات دونكيشوتية مبطنة ، كانت تثير سخرية وقهقهة قادة المليشيات الإيرانية في العراق ، وهم يدوسون على صوره و يمزّقونها أو يحرقونها في أكبر تحدِ سافر لسلطته الهزيلة والعاجزة .