آخر خزعبلات مقتدى الصدر ” تهيئة ” التيار الصدري لتشكيل حكومة قادمة : تصوروا !!
بقلم مهدي قاسم
كم مصير كارثي وملعون مصير الشعب العراقي المسكين إلى حد يتحكم به أناس مهرجون مضحّكون من أمثال مقتدى الصدر الذي يتعامل مع مصير الشعب العراقي كما صبي مراهق و نزق مع كرة قدم حيث يقذفها خبط عشواء ، كأنما لا تكفي كل هذه العصابات للسلب و النهب ــ والتيار الصدري ركن أساسي من هذه العصابات منذ البداية ــ و المرفلين بمسوح السياسة الكاذبة ، حتى يأتي مقتدى الصدر بأمزجته ومواقفه السياسية المتقلبة بين ليلة وضحاها ليزيد المشهد السياسي إرباكا وبلبلة و اضطرابا و مزيدا من يأس و إحباط ..فيبدوأن مقتدى الصدر لا تكفيه كل هذه الضوضاء والفخفخة ، كونه قد أصبح صنما معبودا من قبل قطعان مريديه وأتباعه ولا طائرته الشخصية و لا مئات من أرتال موكبه المكونة من عشرات بسيارة فاخرة ولا تحكّمه بعشرات مليارات دولارات نُهبت من المال العام ، فيسعى إلى أن يكون في هذه المرة زعيما محبوبا ومرغوبا بالقوة على طريقته الفظة والمضحكة زعيما على كل العراقيين دون أن يعلم أنه خارج تصور قطعان عبيده ، لا يعدو أن يكون مجرد مصدر سخرية وتندر بين غالبية المجتمع العراقي ولا سيما بين فئات متنورة وواعية وكذلك بين أوساط علمية وثقافية ومهنية ، مثلما لا يهمه إطلاقا أن يقول اليوم شيئا أو يأخذ على نفسه عهدا ليتراجع في الأسبوع التالي ليخالفه خارقا عهدا تلو عهد قطعه على نفسه بالعلن وأمام الملأ ، وكأن شيئا لم يكن !!. دون أن يخشى من تبعات ذلك لكونه ـــ وحسب وصفه هو بالذات لأتباعه بأنهم ” جهلة جهلة جهلة “..على اساس هو فاهم وعبقري عصره !!..وهو الفاشل في الدراسة و حتى في تحصيل علوم دينية تلقينية التي يستطيع حتى ببغاء مدجن حفظها و تكرارها .ومع إنه لم يمض وقت طويل على إعلانه بأنه سوف لن يدخل الانتخابات حالفا قاسما بكل شيء!!، وإذا به يتراجع بخطوة جبارة ليعلن عن رغبته في أن يكون رئيس الحكومة العراقية القادمة من التيار الصدري ..ليكون هو صانع ملوك الصغار من بين أولئك ” الجهلة ــ حسب وصفه الصائب ! ” أي من بين أتباعه الصدريين بصفته ملكا أوحد ولاعبا أكبر في الساحة قتلا و بلطجة !.كأنما لا يكفي الشعب العراقي ماذا فعلت به هذه العصابة الجشعة والغادرة من اللصوص عبر عمليات نهب و إفلاس ودمار وخراب وفشل شاخص على كل صعيد وناحية حيث كان التيار الصدري ولا زال جزء أساسيا من مسببي هذا الخراب و الفشل ، كطرف مشارك في السلطة منذ 17 عاما . فالسؤال المشروع : ماذا فعل الشعب العراقي ليستحق هذا المصير المزري بين أيدي زعماء عصابات و خاصة بين أيدي أشخاص مرضى نفسيا مكانهم المناسب في دور النقاهة العقلية للعلاج النفسي بدلا من عمل في سياسة وتدخل تخريبي متواصل في شؤون إدارة بلاد و عباد ؟فيا لها من محنة كبيرة حقا هي محنة العراق ..فبالكاد تخلص العراق من حكم القرويين الصداميين الأجلاف ومن أسلوبهم الهمجي ، فها هو العراق يسقط بين براثن نسخة مشابهة أن لم تكن أسوأ ، مع فارق واحد : فأولئك استطاعوا ــ على الأقل ــ تمشية وإدارة شؤون الدولة ـــ على علتها ونواقصها وإرباكاتها الكثيرة ـــ بينما هؤلاء يخربون و بشكل ممنهج ما تبقى من بقايا تلك الدولة ولكن في ضجة عالية و باحتفالية صاخبة من تهريج مقرف و سيركي مثير للغثيان ..و يفعلون كل ذلك في هالة فضفاضة من قداسة مدنسة .